الاثنين، 6 يناير 2025

قصص من الخيال الغول و العنقاء

 

الغول والعنقاء والخل الوفي


3 دقائقللقراءة

قالت العرب قديماً إن المستحيلات ثلاث هي: الغول والعنقاء والخل الوفي.. نظرة متشائمة في حضارة احتفت كثيراً بالصاحب والصحبة.. كتب أعلام كبار كالسلمي والغزالي والتوحيدي في آداب الصاحب والصحبة.

السؤال: ماذا ستكون الحياة دون أصدقاء يثق بهم المرء ويخصهم بأسراره الصغيرة ويطلعهم على حياته الخفية ويجالسهم في أوقات المسرات والأحزان؟ كيف هي الحياة بلا صديق؟ وهل هناك بهذا الزمان صديق حقيقي؟

كان الفيلسوف اليوناني الكبير أرسطو يقول إن الصداقة هي المدخل للحياة السعيدة ودونها لا معنى للفضيلة ولا العدالة، بل إن المدينة الفاضلة لا تنال إلا بالصداقة، والسياسة ليست سوى القدرة على تحويل البشر العاديين إلى أصدقاء.

ومع ذلك تنتشر الكتابات والأمثال والقصص حول الصداقة المغدورة وحول أوهام الصداقة الزائفة.. كل واحد منا عاش تلك التجربة المريرة التي هي خيانة الصديق القريب.. عندما تحدث تلك الخيانة التي تجعل الإنسان يفقد ثقته بالبشر! فلا يرى فيهم إلا ما كان يقوله الفيلسوف هوبز من كون الإنسان ذئباً للإنسان.

الحل الذي اقترحه هوبز وأخذه الفكر السياسي الحديث برمته هو استبدال الصداقة بالقانون.. فلم تعد علاقات الناس تبنى على الثقة والوفاء، بل على الالتزامات المقننة التي تكفل الحقوق وتصونها من الجور والظلم في زمن غلب فيه الجور على الوفاء.

المدينة الحديثة نفسها في شكلها العمراني لا مكان فيها للصداقة، يتعايش فيها الناس عن بعد، لا يلتقون إلا لمصلحة عابرة، يقيمون في عمارة مشتركة دون ألفة أو ود.

الرواية الحديثة في الغرب، خصوصاً رواية القرن التاسع عشر والقرن العشرين، تصف لنا هذا العالم القلق الذي لا صداقة فيه، حيث يسود الخوف وتستلب العلاقات البشرية.. وتكفي الإشارة هنا إلى رواية جان بول سارتر «الغثيان» وإلى قوله في إحدى مسرحياته «جهنم هي الآخرون».

هل تحول الأمر مع العصر الرقمي وموضة مواقع التواصل الاجتماعي؟


ما أكثر الأصدقاء في العالم الافتراضي اليوم! لكل منا آلاف الأصدقاء، لا نعرف غالبيتهم المطلقة، وإن كنا نجاورهم إلكترونياً ونعيش معهم غالب وقتنا، ونتبادل معهم المشاعر والأحاسيس ونتقاسم معهم الأفراح والأتراح.

لكن هل هي صداقة حقيقية؟

أليست هي تعويضاً عن الصداقة الحقيقية، وتعبيراً عن الحاجة القصوى إليها في عالم يشهد أقسى أنواع الانفصام والعزلة والتفرد؟

قرأنا لكثير من علماء الاجتماع والنفس عن هذه الظاهرة الجديدة، اعتبرها بعضهم ضرباً لمفهوم الصداقة من خلال إبداع أفق جديد في العلاقات الإنسانية خارج القسمة التقليدية بين الواقع والمتخيل، بحيث تتعمق تجربة الاغتراب في عالم تحكمه التقنيات الجامدة.

أما عالم الانتربولوجيا الإنجليزي «دافيد ميلر» فقد دافع عن أطروحة مضادة في كتابه «قصص فيس بوك» Tales from Facebook، مبينا أن مواقع التواصل الاجتماعي قد ضاعفت إمكانات التفاعل الإنساني، ووفرت حلولاً غير مسبوقة للعجزة والمعزولين والمسنين، بل أدت في بعض الأحيان إلى خلق جسور بين مجتمعات متصادمة متناقضة.

قد يخلق العصر الرقمي آفاقاً جديدة للصداقة، لكنها صداقة تغيب عنها حرارة الحب والمودة وتكسر الروح وتنشف القلوب، ومع ذلك وكل ما قيل أختم لكم بقول: «ان للصداقة جوانب أخطر من الحب، لكنها تدوم أكثر من الحب».

 

الغول والعنقاء والخل الوفي


3 دقائقللقراءة

قالت العرب قديماً إن المستحيلات ثلاث هي: الغول والعنقاء والخل الوفي.. نظرة متشائمة في حضارة احتفت كثيراً بالصاحب والصحبة.. كتب أعلام كبار كالسلمي والغزالي والتوحيدي في آداب الصاحب والصحبة.

السؤال: ماذا ستكون الحياة دون أصدقاء يثق بهم المرء ويخصهم بأسراره الصغيرة ويطلعهم على حياته الخفية ويجالسهم في أوقات المسرات والأحزان؟ كيف هي الحياة بلا صديق؟ وهل هناك بهذا الزمان صديق حقيقي؟

كان الفيلسوف اليوناني الكبير أرسطو يقول إن الصداقة هي المدخل للحياة السعيدة ودونها لا معنى للفضيلة ولا العدالة، بل إن المدينة الفاضلة لا تنال إلا بالصداقة، والسياسة ليست سوى القدرة على تحويل البشر العاديين إلى أصدقاء.

ومع ذلك تنتشر الكتابات والأمثال والقصص حول الصداقة المغدورة وحول أوهام الصداقة الزائفة.. كل واحد منا عاش تلك التجربة المريرة التي هي خيانة الصديق القريب.. عندما تحدث تلك الخيانة التي تجعل الإنسان يفقد ثقته بالبشر! فلا يرى فيهم إلا ما كان يقوله الفيلسوف هوبز من كون الإنسان ذئباً للإنسان.

الحل الذي اقترحه هوبز وأخذه الفكر السياسي الحديث برمته هو استبدال الصداقة بالقانون.. فلم تعد علاقات الناس تبنى على الثقة والوفاء، بل على الالتزامات المقننة التي تكفل الحقوق وتصونها من الجور والظلم في زمن غلب فيه الجور على الوفاء.

المدينة الحديثة نفسها في شكلها العمراني لا مكان فيها للصداقة، يتعايش فيها الناس عن بعد، لا يلتقون إلا لمصلحة عابرة، يقيمون في عمارة مشتركة دون ألفة أو ود.

الرواية الحديثة في الغرب، خصوصاً رواية القرن التاسع عشر والقرن العشرين، تصف لنا هذا العالم القلق الذي لا صداقة فيه، حيث يسود الخوف وتستلب العلاقات البشرية.. وتكفي الإشارة هنا إلى رواية جان بول سارتر «الغثيان» وإلى قوله في إحدى مسرحياته «جهنم هي الآخرون».

هل تحول الأمر مع العصر الرقمي وموضة مواقع التواصل الاجتماعي؟


ما أكثر الأصدقاء في العالم الافتراضي اليوم! لكل منا آلاف الأصدقاء، لا نعرف غالبيتهم المطلقة، وإن كنا نجاورهم إلكترونياً ونعيش معهم غالب وقتنا، ونتبادل معهم المشاعر والأحاسيس ونتقاسم معهم الأفراح والأتراح.

لكن هل هي صداقة حقيقية؟

أليست هي تعويضاً عن الصداقة الحقيقية، وتعبيراً عن الحاجة القصوى إليها في عالم يشهد أقسى أنواع الانفصام والعزلة والتفرد؟

قرأنا لكثير من علماء الاجتماع والنفس عن هذه الظاهرة الجديدة، اعتبرها بعضهم ضرباً لمفهوم الصداقة من خلال إبداع أفق جديد في العلاقات الإنسانية خارج القسمة التقليدية بين الواقع والمتخيل، بحيث تتعمق تجربة الاغتراب في عالم تحكمه التقنيات الجامدة.

أما عالم الانتربولوجيا الإنجليزي «دافيد ميلر» فقد دافع عن أطروحة مضادة في كتابه «قصص فيس بوك» Tales from Facebook، مبينا أن مواقع التواصل الاجتماعي قد ضاعفت إمكانات التفاعل الإنساني، ووفرت حلولاً غير مسبوقة للعجزة والمعزولين والمسنين، بل أدت في بعض الأحيان إلى خلق جسور بين مجتمعات متصادمة متناقضة.

قد يخلق العصر الرقمي آفاقاً جديدة للصداقة، لكنها صداقة تغيب عنها حرارة الحب والمودة وتكسر الروح وتنشف القلوب، ومع ذلك وكل ما قيل أختم لكم بقول: «ان للصداقة جوانب أخطر من الحب، لكنها تدوم أكثر من الحب».


 

الغول والعنقاء والخل الوفي


3 دقائقللقراءة

قالت العرب قديماً إن المستحيلات ثلاث هي: الغول والعنقاء والخل الوفي.. نظرة متشائمة في حضارة احتفت كثيراً بالصاحب والصحبة.. كتب أعلام كبار كالسلمي والغزالي والتوحيدي في آداب الصاحب والصحبة.

السؤال: ماذا ستكون الحياة دون أصدقاء يثق بهم المرء ويخصهم بأسراره الصغيرة ويطلعهم على حياته الخفية ويجالسهم في أوقات المسرات والأحزان؟ كيف هي الحياة بلا صديق؟ وهل هناك بهذا الزمان صديق حقيقي؟

كان الفيلسوف اليوناني الكبير أرسطو يقول إن الصداقة هي المدخل للحياة السعيدة ودونها لا معنى للفضيلة ولا العدالة، بل إن المدينة الفاضلة لا تنال إلا بالصداقة، والسياسة ليست سوى القدرة على تحويل البشر العاديين إلى أصدقاء.

ومع ذلك تنتشر الكتابات والأمثال والقصص حول الصداقة المغدورة وحول أوهام الصداقة الزائفة.. كل واحد منا عاش تلك التجربة المريرة التي هي خيانة الصديق القريب.. عندما تحدث تلك الخيانة التي تجعل الإنسان يفقد ثقته بالبشر! فلا يرى فيهم إلا ما كان يقوله الفيلسوف هوبز من كون الإنسان ذئباً للإنسان.

الحل الذي اقترحه هوبز وأخذه الفكر السياسي الحديث برمته هو استبدال الصداقة بالقانون.. فلم تعد علاقات الناس تبنى على الثقة والوفاء، بل على الالتزامات المقننة التي تكفل الحقوق وتصونها من الجور والظلم في زمن غلب فيه الجور على الوفاء.

المدينة الحديثة نفسها في شكلها العمراني لا مكان فيها للصداقة، يتعايش فيها الناس عن بعد، لا يلتقون إلا لمصلحة عابرة، يقيمون في عمارة مشتركة دون ألفة أو ود.

الرواية الحديثة في الغرب، خصوصاً رواية القرن التاسع عشر والقرن العشرين، تصف لنا هذا العالم القلق الذي لا صداقة فيه، حيث يسود الخوف وتستلب العلاقات البشرية.. وتكفي الإشارة هنا إلى رواية جان بول سارتر «الغثيان» وإلى قوله في إحدى مسرحياته «جهنم هي الآخرون».

هل تحول الأمر مع العصر الرقمي وموضة مواقع التواصل الاجتماعي؟


ما أكثر الأصدقاء في العالم الافتراضي اليوم! لكل منا آلاف الأصدقاء، لا نعرف غالبيتهم المطلقة، وإن كنا نجاورهم إلكترونياً ونعيش معهم غالب وقتنا، ونتبادل معهم المشاعر والأحاسيس ونتقاسم معهم الأفراح والأتراح.

لكن هل هي صداقة حقيقية؟

أليست هي تعويضاً عن الصداقة الحقيقية، وتعبيراً عن الحاجة القصوى إليها في عالم يشهد أقسى أنواع الانفصام والعزلة والتفرد؟

قرأنا لكثير من علماء الاجتماع والنفس عن هذه الظاهرة الجديدة، اعتبرها بعضهم ضرباً لمفهوم الصداقة من خلال إبداع أفق جديد في العلاقات الإنسانية خارج القسمة التقليدية بين الواقع والمتخيل، بحيث تتعمق تجربة الاغتراب في عالم تحكمه التقنيات الجامدة.

أما عالم الانتربولوجيا الإنجليزي «دافيد ميلر» فقد دافع عن أطروحة مضادة في كتابه «قصص فيس بوك» Tales from Facebook، مبينا أن مواقع التواصل الاجتماعي قد ضاعفت إمكانات التفاعل الإنساني، ووفرت حلولاً غير مسبوقة للعجزة والمعزولين والمسنين، بل أدت في بعض الأحيان إلى خلق جسور بين مجتمعات متصادمة متناقضة.

قد يخلق العصر الرقمي آفاقاً جديدة للصداقة، لكنها صداقة تغيب عنها حرارة الحب والمودة وتكسر الروح وتنشف القلوب، ومع ذلك وكل ما قيل أختم لكم بقول: «ان للصداقة جوانب أخطر من الحب، لكنها تدوم أكثر من الحب».

لَمّا رَأَيتُ بَني الزَمانِ وَما بِهِم

خِلٌّ وَفِيٌّ لِلشَدائِدِ أَصطَفي

أَيقَنتُ أَنَّ المُستَحيلَ ثَلاثَةٌ

الغولُ وَالعَنقاءُ وَالخِلُّ الوَفي

— صفي الدين الحلي

السبت، 4 يناير 2025

قصيدة صقر النصافي يا طير

 من المروث الشعبي00 الشاعرصقر النصافى 





ياطير يااللى بالسما تكثر الحوم = ماشفت لى حول المعدنى فريقى 


فريق من يزهى الخلاخيل وارقوم = الى عليه القلب غادن حريقـى


أمس الضحى والبارحه واول اليوم = شى لجا بى لا لجا بالصديقـى 


أونست فى قلبى كما لجة البوم = ثلاث مرات وانا اشرق بريقـى 


لا واهنى اللى الى ضاق له يوم = اليوم الاخر خاطره ما يضيقـى


ماهو بمثلى ضيقته دايم الدوم = اب المليق اشوى وازريت اليقـى


على عشيرن كل حيه لنا قوم واهو الذى من بدهم لى صديقى


حبه بنا بالقلب ضلعان وارجوم = ياليت مضنونى عليهن يويقـى


حتاه يدرنى بفرقاه مظلــوم غصبن على فراق ضافى الدليقى


أن كان هو مثلى فلا يلحقه لوم = عز الله انه لى صديق وارفيقى


وان كان عقبى حط قالات واعلوم = وانا مصد رايحن فى طريقـى


الله يعرضه الردى ناقل اللـزوم = اللى على العربان سده خريقى 


حتاه يدرى انه بمسراه منجوم = اليا بلاه الله بخطو الدفيقـى

الجمعة، 3 يناير 2025

قصيدة الدكتور ناصر الزهراني أتاني

 قصيدة من مآسي المعددين للدكتور : ناصر الزهراني


من باب الدُّعـــــــابة : 

قال بعضهم : يَئِنُّ من تعــــــدّد الزوجـــــات:


1. أتاني بالنصـائح بعـض ناسِ  ***** وقالوا أنت مِقـــــدامٌ سـياسي 

2. أترضى أن تعيش وأنت شهمٌ ***** مع امـرأةٍ تُقاسي ما تُقـاسي 

3. إذا حاضت فأنت تحيض معها ***** وإن نفست فأنت أخو النفاسِ 

4. وتقضي الأربعين بشـرِّ حالٍ  ***** كَدابِ رأسُـه هُشِمت بفـــــاسِ 

5. وإن غَضِبتْ عليك تنامُ فرداً ***** ومحروما ً وتمعن في التناسي 

6. تزوَّج باثنـتـينِ ولا تـبالي ***** فنحن أُولوا التجارب والِمــراسِ 

7. فقـلت لهم معــاذ الله إني  *****أخاف من اعتلالي وارتكـــــاسي 

8. فها أنذا بدأتْ تروق حالي ***** ويورق عـودُها بعد اليبــــــــاس 

9. فلن أرضى بمشـغلةٍ و همٍّ  ***** وأنكادٍ يكون بها انغـمـــــاسي 

10. لي امـرأةٌ شاب الرأسُ منها ***** فكيف أزيد حظي بانتكــاسي 

11. فصاحوا سنة المختار تُنسى ***** وتُمحى أين أربابُ الحماسِ ؟ 

12. فقلتُ أضعتُم سُنناً عِظـاماً  ***** وبعض الواجبات بلا احتراسِ 

13. لمـاذا سُـنَّةُ التعـــــداد كنتم ***** لها تَسـعون في عـــزمٍ و باسِ 

14. وشرع الله في قلبي و روحي ***** وسُنَّة سـيدي منها اقِتـباسي 

15. إذا احتاج الفتى لزواجِ أُخرى ***** فذاك له بلا أدنى التـباسِ 

16. ولكن الزواج له شـروطٌ  ***** وعدلُ الزوج مشروطٌ أساسي 

17. وإن معاشر النسوان بحرٌ  ***** عظيم الموجِ ليس له مراسي 

18. ويكفي ما حملتُ من المعاصي ***** وآثـام تنوء بها الرواسـي 

19. فقالوا أنت خـوَّافٌ جـبانٌ  ***** فشبّوا النـار في قلـبي وراسي 

20. فخِضتُ غِمار تجرُبةٍ ضروسٍ ***** بها كان افتـتاني وابتـئاسي 

21. يحزُّ لهيـبها في القلب حـزَّاً  ***** أشـد عليَّ من حـزِّ المـواسي 

22. رأيت عجـائباً ورأيتُ أمراً  ***** غريبا في الوجـودِ بلا قيــاسِ 

23. وقلتُ أظـنُّني عاشرت جِنَّاً  ***** وأحسب أنَّني بين الأنــــاسي 

24. لأتـفه تافـــهٍ وأقلِّ أمــــــرٍ  ***** تُبـادر حربُهن بالإنبـجــــــــاس 

25. وكم كنتُ الضحية في مرارٍ  ***** وأجزم بانعدامي و انطمــاسي 

26. فإحداهن شدَّت شعر رأسي  ***** وأخراهن تسحب من أســـاسي 

27. وإن عثُر اللسان بذكرِ هذي***** لهذي شبَّ مثل الالتـمـــــــاسِ 

28. وتبصرني إذا ما احتجتُ أمراً ***** من الأخرى يكون بالإختلاسِ 

29. وكم من ليلةٍ أمسي حزيناً  ***** أنامُ على السـطوحِ بلا لبـــــاسِ 

30. وكنتُ أنام مُـحترماً عزيزاً  ***** فصرتُ أنــــام ما بين البِساس

31. أُرَضِّعُ نامس الـجيران دَمِّي ***** وأُسقي كلَّ برغوث بكـــاسي 

32. ويومٌ أدَّعي أنِّي مريـــــضٌ  ***** مصابٌ بالزكامِ وبالعُطــــاسِ 

33. وإن لم تنفع الأعذار شـيئاً  ***** لجئتُ إلى التثاؤب والنعـــــاسِ 

34. وإن فَرَّطْتُّ في التحضير يوماً *** عن الوقت المحدد يا تعاسي 

35. وإن لم أرضِ إحداهنَّ ليـــــلاً  ***** فيا ويلي ويا ســود المآسي 

36. يطير النوم من عيني وأصحو ***** لقعـقعةِ النــوافذ والكراسي 

37. يجيء الأكل لا ملـــــح ٌ عليه ***** ولا أُسقى ولا يُكوى لباسي 

38. وإن غلط العيال تعيث حـــذفاً  ***** بأحذيةٍ تـمُّــــرُ بقرب رأسي 

39. وتصرخ ما اشتريت لي احتـياجي ***** وذا الفستان ليس على مقاسي 

40. ولو أنى أبوحُ بربــــــــــعِ حرفٍ ***** سأحُذفُ بالقــدورِ وبالتباسي 

41. تراني مثل إنسـانٍ جـبــــــــــانٍ  ***** رأى أسـداً يهمُّ بالافـتــراسِ 

42. وإن اشترِي لإحدَّاهن فِجــــلاً  ***** بكت هاتيـك يا باغي وقاسي 

43. رأيتك حامِلاً كيساً عظيمـــــاً  ***** فماذا فيـــــه من ذهبٍ ومـاس 

44. تقول تُحبُّني وأرى الهــــدايا ***** لغيري تشـتريها و المكـــــاسي 

45. وأحلفُ صــادقا ً فتقول أنتم  ***** رجالٌ خــــادعون وشرُّ ناسِ 

46. فصرت لحالةٍ تُدمي وتُبكي ***** قلـــوب المخلصـين لِما أُقاسي 

47. وحار الناس في أمري لأني ***** إذا سألوا عن اسمي قلت ناسي 

48. وضاع النحو والإعراب مني ***** ولخْبطتُ الرباعي بالـخُماسي 

49. وطلَّقتُ البـيان مع المعاني ***** وضيعَّت ُ الطـباق مع الجنـاسِ 

50. أروحُ لأشتري كُتبــاً فأنسى ***** وأشري الزيت أو سلك النحــاسِ 

51. أسير أدور ُ من حيٍّ لـــحيٍّ ***** كأنِّي بعض أصحاب التكاسي 

52. ولا أدري عن الأيـــامِ شـيئاً  ***** ولا كيف انتهى العام الدراسي 

53. فيومٌ في مـخاصمــــــةٍ ويومٌ  ***** نداوي ما اجترحنا أو نواسي 

54. وما نفعت سياسة بوش يوماً  ***** ولا ما كان من هيلاسيــلاسي 

55. ومن حلم ابن قيس أخذتُ حلمي ***** ومكراً من جـحا وأبي نواسِ 

56. فلما أن عجزتُ وضاق صدري ***** وباءت أُمنـيـــاتي بالإياسي 

57. دعوتُ بعيشة العُـزّاب أحلى ***** من الأنكـادِ في ظلِّ الـمآسي 

58. وجاء الناصحون إليّ أُخرى ***** وقالوا نحن أرباب المراسـي 

59. ولا تسأم ولا تبقى حزيـنـــاً  ***** فقد جئـنا بحلٍ دبلومــــاسي 

60. تزوَّج حرمةً أُخرى لتحـيـــا  ***** سـعيداً سـاِلماً من كل باسِ 

61. فصحتُ بهم لئن لم تتركوني  ***** لانفـلتنَّ ضـربا ً بالـمـَــداسِ.



الأربعاء، 1 يناير 2025

قصيدة الشاعر السوداني إدريس جماع

 الشاعر السوداني إدريس جمّاع.. شاعر سوداني "ﻓﻘﺪ ﻋﻘﻠﻪ" ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻟﺠﻮﻩ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ .. و ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﺭﺃﻯ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ؛ ﻓﺄﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺰﻭﺝ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻓﺄﻧﺸﺪ ﻳﻘﻮﻝ :


ﺃﻋَﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺗﻐﺎﺭُ ﻣِﻨّﺎ 

ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺫْ ﻧﻈﺮﻧﺎ

ﻫﻲَ ﻧﻈﺮﺓٌ ﺗُﻨﺴِﻲ ﺍﻟﻮَﻗﺎﺭَ

 ﻭﺗُﺴﻌِﺪ ﺍﻟﺮّﻭﺡَ ﺍﻟﻤُﻌﻧَّﻰ

ﺩﻧﻴﺎﻱ ﺃﻧﺕِ ﻭﻓﺮﺣﺘﻲ 

ﻭﻣُﻧَﻰ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩِ ﺇﺫﺍ ﺗَﻤﻧَّﻰ

أﻧﺕِ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀُ ﺑَﺪَﺕ ﻟﻨﺍ

 ﻭﺍﺳﺘﻌﺼﻤﺖ ﺑﺎﻟﺒُﻌﺪِ ﻋﻧَّﺎ


و ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﺍﻷﺩﻳﺐ / ﻋﺒﺎﺱ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺄﻝ ﻋﻦ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ : ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺟﻤَّﺎﻉ ﻭﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ..

قاﻝ : ﻫﺫﺍ ﻣﻜﺎﻧﻪ ، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻪ ﺫﻭﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ... !!


و ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﺈﺩﺭﻳﺲ ﺟﻤّﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﺃُﻋﺠﺐ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻣﻤﺮﺿﺘﻪ ﻭ ﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻔﻌﻠﺖ ، ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺟﻤﺎَّﻉ ﻭ ﺃﻧﺸﺪ :


ﻭﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻤﺪِ ﻻ ﺗُﺨﺷَﻰ ﻣﻀﺎﺭﺑُﻪ

ﻭﺳﻴﻒُ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﻓﻲ ﺍلحالتين ﺑﺘّﺎﺭ


و ﺣﻴﻦ ﺗﺮﺟﻢ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻟﻤﻤﻤﺮﺿﺔ ﺑﻜﺖ .. و ﺻنف ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﺑﻠﻎ ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ !!

و هﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺟﻤَّﺎﻉ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ :


إﻥ ﺣﻈﻲ ﻛﺪٓﻗﻴﻖٍ ﻓﻮﻕٓ ﺷﻮﻙٍ ﻧﺜﺮﻭه

ﺛﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟِﺤُﻔﺎﺓٍ ﻳﻮﻡَ ﺭﻳﺢٍ ﺍﺟﻤﻌﻮﻩ

ﻋَﻈِﻢ ﺍﻷﻣﺮُ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﺗﺮﻛﻮﻩ

ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﻘﺎﻩُ ﺭﺑﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺘﻢ ﺗُﺴﻌﺪﻭه..





التطور الاجتماعي

مراحل   التطور   الاجتماعي   برأي   الفيلسوف   سبنسر   يعد   التطور   الاجتماعي   حسب رأي   الفيلسوف   هربرت   سبنسر   (بالإنجليزية:  Herber...