الاثنين، 16 ديسمبر 2024

قصيدة الحصين بن الحمام الفزاري

 الحصين بن الحمام الفزاري


جَزى اللَهُ أَفناءَ العَشيرَةِ كُلِّها

بِدارَةِ مَوضوعٍ عُقوقاً وَمَأثَما

بَني عَمِّنا الأَدنَينَ مِنهُم وَرَهطَنا

فَزارَةَ إِذ رامَت بِنا الحَربُ مُعظَما

مَوالي مَوالينا الوِلادَةُ مِنهُمُ

وَمَولى اليَمينِ حابِساً مُتَقَسَّما

وَلَمّا رَأَيتُ الوُدَّ لَيسَ بِنافِعي

وَإِن كان يَوماً ذا كَواكِبَ مُظلِما

صَبَرنا وَكانَ الصَبرُ فينا سَجِيَّةً

بِأَسيافِنا يَقطَعنَ كَفّاً وَمِعصَما

يُفلِقنَ هاماً مِن رِجالٍ أَعِزَّةٍ

عَلَينا وَهُم كانوا أَعَقَّ وَأَظلَما

وُجوهُ عَدُوٍّ وَالصُدورُ حَديثَةٌ

بِوُدٍّ فَأَودى كُلُّ وُدٍّ فَأَنعَما

فَلَيتَ أَبا شِبلٍ رَأى كَرَّ خَيلِنا

وَخَيلُهُمُ بَينَ السِتارِ فَأَظلَما

نُطارِدُهُم نَستَنقِذُ الجُردَ كَالقَنا

وَيَستَنقِذونَ السَمهَرِيَّ المُقَوَّما

فَلَسنا عَلى الأَعقابِ تَدمى كُلومُنا

وَلَكِن عَلى أَقدامِنا تَقطُرُ الدِما

عَشِيَّةَ لا تُغني الرِماحُ مَكانَها

وَلا النَبلُ إِلّا المَشرَفِيُّ المُصَمَّما

لَدُن غُدوَةً حَتّى أَتى اللَيلُ ما تَرى

مِنَ الخَيلِ إِلّا خارِجِيّاً مُسَوَّما

وَأَجرَدَ كَالسَرحانِ يَضرِبُهُ النَدى

وَمَحبوكَةً كَالسيدِ شَقّاءَ صِلدِما

يَطَأنَ مِنَ القَتلى وَمِن قِصَدِ القَنا

خَباراً يَجرينَ إِلّا تَجَشُّما

عَلَيهِنَّ فِتيانٌ كَساهُم مُحَرِّقٌ

وَكانَ إِذا يَكسو أَجادَ وَأَكرَما

صَفائِحَ بُصرى أَخلَصَتها قُيونُها

وَمُطَّرِداً مِن نَسجِ داوودَ مُبهَما

يَهُزّونَ سُمراً مِن رِماحِ رُدَينَةٍ

إِذا حُرِّكَت بَضَّت عَوامِلُها دَما

أَثَعلَبُ لَو كُنتُم مَوالِيَ مِثلِها

إِذاً لَمَنَعنا حَوضَكُم أَن يُهَدَّما

وَلَولا رِجالٌ مِن رِزامِ بنِ مالِكٍ

وَآلِ سُبَيعٍ أَو أَسوءَكَ عَلقَما

لَأَقسَمتُ لا تَنفَكُّ مِنّى مُحارِبٌ

عَلى آلَةٍ حَدباءَ حَتّى تَنَدَّما

وَحَتّى يَرَوا قَوماً تَضِبُّ لِثاتُهُم

يَهُزّونَ أَرماحاً وَجَيشاً عَرَمرَما

وَلا غَروَ إِلّا الخُضرُ خُضرُ مُحارِبٍ

يُمَشّونَ حَولي حاسِراً وَمُلَأَّما

وَجاءَت جَحاشٌ قَضُّها بِقَضيضِها

أَمامَ جُموعِ الناسِ جَمعاً مُقَدَّما

وَهارِبَةُ البَقعاءِ أَصبَحَ جَمعُها

أَمامَ جُموعِ الناسِ جَمعاً مُقَدَّما

بِمُعتَرَكٍ ضَنكٍ بِهِ قِصَدُ القَنا

صَبَرنا لَهُ قَد بَلَّ أَفراسَنا دَما

وَقُلتُ لَهُم يا آلَ ذُبيانَ ما لَكُم

تَفاقَدتُمُ لا تُقدِمونَ مُقَدَّما

أَما تَعلَمونَ اليَومَ حِلفَ عُرَينَةٍ

وَحِلفاً بِصَحراءِ الشَطونِ وَمُقسَما

وَأَبلِغ أُنَيساً سَيِّدَ الحَيِّ أَنَّهُ

يَسوسُ أُموراً غَيرَها كانَ أَحزَما

فَإِنَّكَ لَو فارَقتَنا قَبلَ هَذِهِ

إِذاً لَبَعَثنا فَوقَ قَبرِكَ مَأتَما

وَأَبلِغ تَليداً إِن عَرَضتَ اِبنَ مالِكٍ

وَهَل يَنفَعَنَّ العِلمُ إِلّا المُعَلَّما

فَإِن كُنتَ عَن أَخلاقِ قَومِكَ راغِباً

فَعُذ بِضُبَيعٍ أَو بِعَوفِ بنِ أَصرَما

أَقيمي إِلَيكِ عَبدَ عَمرٍو وَشايِعي

عَلى كُلِّ ماءٍ وَسطَ ذُبيانَ خَيَّما

وَعوذي بِأَفناءِ العَشيرَةِ إِنَّما

يَعوذُ الذَليلُ بِالعَزيزِ لِيُعصَما

جَزى اللَهُ عَنّا عَبدَ عَمرٍو مَلامَةً

وَعَدوانَ سَهمٍ ما أَدَقَّ وَأَلاما

وَحَيَّ مَنافٍ قَد رَأَينا مَكانَهُم

وَقُرّانَ إِذ أَجرى إِلَينا وَأَلجَما

وَآلَ لَقيطٍ إِنَّني لَن أَسوأَهُم

إِذاً لَكَسَوتُ العَمَّ بُرداً مُسَهَّما

وَقالوا تَبَيَّن هَل تَرى بَينَ ضارِجٍ

وَنَهيِ أَكُفٍّ صارِخاً غَيرَ أَعجَما

فَأَلحَقنَ أَقواماً لِئاماً بِأَصلِهِم

وَشَيَّدنَ أَحساباً وَفاجَأنَ مَغنَما

وَأَنجَينَ مَن أَبقَينَ مِنّا بِخُطَّةٍ

مِنَ العُذرِ لَم يَدنَس وَإِن كانَ مُؤلَما

أَبى لِاِبنِ سَلمى أَنَّهُ غَيرُ خالِدٍ

مُلاقي المَنايا أَيَّ صَرفٍ تَيَمَّما

لَعَمرُكَ ما لامَ اِمرَءاً مِثلُ نَفسِهِ

كَفى لِاِمرِئٍ إِن زَلَّ بِالنَفسِ لائِما

تَأَخَّرتُ أَستَبقي الحَياةَ فَلَم أَجِد

لِنَفسي حَياةً مِثلَ أَن أَتَقَدَّما

فَلَستُ بِمُبتاعِ الحَياةِ بِسُبَّةٍ

وَلا مُبتَغٍ مِن رَهبَةِ المَوتِ سُلَّما

وَلَكِن خُذوني أَيَّ يَومٍ قَدَرتُمُ

عَلَيَّ فَحُزّوا الرَأسَ أَن أَتَكَلَّما

بِآيَةِ أَنّي قَد فَجَعتُ بِفارِسٍ

إِذا عَرَّدَ الأَقوامُ أَقدَمَ مُعلِما

قصيدة راكان بن حثلين. يا محلا الفنجال مع سيحة البال

 يا  مـا  حلا  الفنجـال مـع سيحة البـال 

فــي  مـجلسن  ما  فيــه  نفسه  ثقيـله

هـذا   ولــد   عـم   وهـــذا   ولـد  خال

وهذا    رفيق   مـا   لـقـيـنـا   مـثـيلـه

يـا    لـيـت   رجـال   يـبـدل   بـرجــال

ويا   ليت  فـي  بــدلا  الـرياجيل  حليه

يـا  بـو  هـــلا  طير  الهوى خبث البال

الطـيـر    نـزر    والـحـبــارى   قـليله

يـا  الله  يـا  الـلي  طـالبه  مـا بـعد فال

يا  اللي  مــن  الضـيـفـات  نجى دخيله

أفــرج   لـمـن  قـلبه  غـدا  فيه  ولوال

والنوم   ما   جـــــا   عـيـنه  الا  قليله

لا  مـن  ذكـرت  ارموس عصر لنا زال

شـوف   الـفياض  وفقد  عـــز  القبيله

يـا   زيـن  شدتهـم  آليـا  روح  الـمـال

يتلـون    بـراق    حــقــوق    مـخيلـه

يســقـى  خصيـفا  والثمان أرضها سال

مـرتـع   معطره   السيــــوف  الصقيله

عـجـمـان  لا  ركـبـوا  على  كل شملال

يفرح   بهم  راعـــى  الـنـياق  الهزيله

مـن  جــو  سـاقـان  إلى  السيف همال

وينوش   حسنــــا   والـرديـفة  هميله

ولا   قــادنـا   مـن  يـمـه  الـقفر  خيال

يـصـبح   شديد  البدو  عــــجل  رحيله

قــاد  السـلـف  واستجنبوا  كل مشوال

والعصر   يا   محـلا  تخيبـط  نـزيــلـه

وإن  شرف البادي عـلى روس الأقـذال

والـمـا   كـثـر   الـــزول   زود   جفيله

تـلافـحـت   مـا   بينــا   شهـب  الاذيال

ومن  ضيع  الـــمفتاح  يـا  عـزتى  لـه

ركـبـوا   على   طوعاتهم  كــل  عيــال

وكل   لبلج  يحـرى  بـكــــسب  النفيله

تـغانـموا   المـفزاع   ذربيـن  الافعــال

مـن   قبـل   تسبق  غارة  تنثنـــى  لـه

يبغون  طوعـه  روسـهن  قبل الادمــال

وتـغانمـوا    خلف    كــثـير   هـجيلــه

وحال الكمى مــن دون عطرات الاجهال

ومروا   ولحقوا   مقحــمين  الدبيلــــه

واللــى  تريض  عقبهم  يلبـس الشــال

من   صنــع   داود   دروع   ثقيــلــــه

يلزم   عليهم   علة  عـقب  الانـهــــال

ومن   غارته   لـزم   يـضيع  دليـــلــه

والدم  مـن  قحص الرمـك يثعل اثعــال

يزعج  عــلى  وروك  السبايـا وشيــله

هـذى   براعيها  مـن  المعرقه  مـــاله

وهـذى   شكـلها  مطرق  مــا  تشيــله

من   وقـع  كـل  مجرب  قدله  افـعـــال

وفـروخ   صـاد   الحبارى   فـصيــــله

ولـيـا   ركبنا  فوق  عـجــلات  الازوال

وبايمنـا   حـدب   السيوف  الصقيلــــه

ومـا  حـن نحسب لا شتـبك عج واكتال

وتـرك    صـبى   يفتنع   بالفــشيــلــه

وصلاة   ربي   عـد  مـا  زايـــــل  زال

على   نبى  الحـق  راعـى  الفــضيــله[1]

قصيدة صالح بن عبد القدوس في النصح

 #كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتابا..  هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر #صالح بن عبدالقدوس احد شعراء الدولة العباسية ..  تمعّنوا بكلماتها ومعا...