الجمعة، 25 أكتوبر 2024

قصيدة عبيد بن الأبرص أقفر

 


عبيد بن الأبرص


أَقفَرَ مِن أَهلِهِ مَلحوبُ

فَالقُطَبِيّاتُ فَالذَنوبُ

فَراكِسٌ فَثُعَيلِباتٌ

فَذاتُ فِرقَينِ فَالقَليبُ

فَعَردَةٌ فَقَفا حِبِرٍّ

لَيسَ بِها مِنهُمُ عَريبُ

إِن بُدِّلَت أَهلُها وُحوشاً

وَغَيَّرَت حالَها الخُطوبُ

أَرضٌ تَوارَثُها شُعوبُ

وَكُلُّ مَن حَلَّها مَحروبُ

إِمّا قَتيلاً وَإِمّا هالِكاً

وَالشَيبُ شَينٌ لِمَن يَشيبُ

عَيناكَ دَمعُهُما سَروبُ

كَأَنَّ شَأنَيهِما شَعيبُ

واهِيَةٌ أَو مَعينٌ مُمعِنٌ

أَو هَضبَةٌ دونَها لُهوبُ

أَو فَلَجٌ ما بِبَطنِ وادٍ

لِلماءِ مِن بَينِهِ سُكوبُ

أَو جَدوَلٌ في ظِلالِ نَخلٍ

لِلماءِ مِن تَحتِهِ قَسيبُ

تَصبو فَأَنّى لَكَ التَصابي

أَنّى وَقَد راعَكَ المَشيبُ

إِن تَكُ حالَت وَحُوِّلَ أَهلُها

فَلا بَديءٌ وَلا عَجيبُ

أَو يَكُ أَقفَرَ مِنها جَوُّها

وَعادَها المَحلُ وَالجُدوبُ

فَكُلُّ ذي نِعمَةٍ مَخلوسٌ

وَكُلُّ ذي أَمَلٍ مَكذوبُ

وَكُلُّ ذي إِبِلٍ مَوروثٌ

وَكُلُّ ذي سَلَبٍ مَسلوبُ

وَكُلُّ ذي غَيبَةٍ يَؤوبُ

وَغائِبُ المَوتِ لا يَؤوبُ

أَعاقِرٌ مِثلُ ذاتِ رِحمٍ

أَم غَنِمٌ مِثلُ مَن يَخيبُ

أَفلِح بِما شِئتَ فَقَد يُبلَغُ بِال

ضَعفِ وَقَد يُخدَعُ الأَريبُ

لا يَعِظُ الناسُ مَن لَم يَعِظِ ال

دَهرُ وَلا يَنفَعُ التَلبيبُ

إِلّا سَجِيّاتِ ما القُلوبِ

وَكَم يَصيرَنَّ شانِئاً حَبيبُ

ساعِد بِأَرضٍ إِذا كُنتَ بِها

وَلا تَقُل إِنَّني غَريبُ

قَد يوصَلُ النازِحُ النائي وَقَد

يُقطَعُ ذو السُهمَةِ القَريبُ

مَن يَسَلِ الناسَ يَحرِموهُ

وَسائِلُ اللَهِ لا يَخيبُ

وَالمَرءُ ما عاشَ في تَكذيبٍ

طولُ الحَياةِ لَهُ تَعذيبُ

بَل رُبَّ ماءٍ وَرَدتُ آجِنٍ

سَبيلُهُ خائِفٌ جَديبُ

ريشُ الحَمامِ عَلى أَرجائِهِ

لِلقَلبِ مِن خَوفِهِ وَجيبُ

قَطَعتُهُ غُدوَةً مُشيحاً

وَصاحِبي بادِنٌ خَبوبُ

عَيرانَةٌ مُؤجَدٌ فَقارُها

كَأَنَّ حارِكَها كَثيبُ

أَخلَفَ ما بازِلاً سَديسُها

لا حِقَّةٌ هِي وَلا نَيوبُ

كَأَنَّها مِن حَميرِ غابٍ

جَونٌ بِصَفحَتِهِ نُدوبُ

أَو شَبَبٌ يَحفِرُ الرُخامى

تَلُفُّهُ شَمأَلٌ هُبوبُ

فَذاكَ عَصرٌ وَقَد أَراني

تَحمِلُني نَهدَةٌ سُرحوبُ

مُضَبَّرٌ خَلقُها تَضبيراً

يَنشَقُّ عَن وَجهِها السَبيبُ

زَيتِيَّةٌ ناعِمٌ عُروقُها

وَلَيِّنٌ أَسرُها رَطيبُ

كَأَنَّها لِقوَةٌ طَلوبُ

تُخزَنُ في وَكرِها القُلوبُ

باتَت عَلى إِرَمٍ عَذوباً

كَأَنَّها شَيخَةٌ رَقوبُ

فَأَصبَحَت في غَداةِ قِرَّةٍ

يَسقُطُ عَن ريشِها الضَريبُ

فَأَبصَرَت ثَعلَباً مِن ساعَةٍ

وَدونَهُ سَبسَبٌ جَديبُ

فَنَفَضَت ريشَها وَاِنتَفَضَت

وَهيَ مِن نَهضَةٍ قَريبُ

يَدِبُّ مِن حِسِّها دَبيباً

وَالعَينُ حِملاقُها مَقلوبُ

فَنَهَضَت نَحوَهُ حَثيثَةً

وَحَرَدَت حَردَةً تَسيبُ

فَاِشتالَ وَاِرتاعَ مِن حَسيسِها

وَفِعلَهُ يَفعَلُ المَذؤوبُ

فَأَدرَكَتهُ فَطَرَّحَتهُ

وَالصَيدُ مِن تَحتِها مَكروبُ

فَجَدَّلَتهُ فَطَرَّحَتهُ

فَكَدَّحَت وَجهَهُ الجَبوبُ

يَضغو وَمِخلَبُها في دَفِّهِ

لا بُدَّ حَيزومُهُ مَنقوبُ

قصيدة راشد الخلاوي شرب على غير الظمأ يجرح الحشا

 «شرب على غير الظما يجرح الحشا»

وقرب على غير المودة لاش

ألا واعلى ياعلي هوجا هجينة

وثلاث ليال لا مقيل ولاش

إلى الدوحة الوحدانة المستظلة

بظلالها ريش النعام فراش

وأيضاً بها مسك وطيب وعنبر

وعيني غزال مكنع بعشاش

له حبة «أحلى من الما على الظما»

وألذ من مطعوم كل معاش

واحلى من اللي ينقد الطير راسها

ينوشها بين الجريد نواش

وألذ من در الاباكير في الشتا

إلى جات من بعض الفياض تحاش.

الاثنين، 21 أكتوبر 2024

قصة مثل بيدي لا بيد عمرو. الزبا

 ما هي قصة المثل القائل:   بيدي لا بيد عمرو

‏جمعت المراجع التاريخية وألسنة العرب أن صاحبة هذه المقولة هي الزباء بنت عمرو بن الأظرب والتي اعتلت عرش تدمر بعد وفاة والدها على يد جذيمة الأبرش ملك الحيرة حينئذ، بسبب التنافس بين المملكتين.

‏وبعد أن تسلمت الزباء زمام الأمر واستقرت عندها السلطة، أرسلت إلى جذيمة تطلب مجيئه إلى تدمر للزواج منها، كي تتوحد المملكتان، ويساعدها في حكم مملكتها، فجمع جذيمة مستشاريه وأطلعهم على الأمر، فأشاروا عليه بالموافقة، عدا مستشار واحد هو قصير بن سعد الذي شك في وجود مؤامرة، وأشار على الملك أن يطلب من الزباء الحضور لإتمام الزواج في الحيرة، لكن جذيمة  لم يسمع له، وأرسل إلى ابن أخته عمرو بن عدي ليتولى مهام الحكم في أثناء غيابه، وانطلق إلى تدمر.

‏وعندما وصل ودخل على الزباء وجدها بكامل ملابسها الحربية - وكانت فارسة تعرف فنون القتال - فعرف بالمكيدة التي وقع فيها، ولقى حتفه.

‏ولما بلغ نبأ الغدر به إلى الحيرة، حث قصير بن سعد، عمرو بن عدي على الثأر لخاله، وحضر حيلة لذلك، تقتضي أن يقطعوا أنفه ويجلدوه حتى تتمزق ملابسه، ليذهب بعدها إلى الزباء، مدعيا الهرب من بطش عمرو بن عدي، الذي يظن أن قصير هو من أشار بزواجها من الملك جذيمة، وانطلت الحيلة على الزباء، فأكرمت قصيرًا وأسكنته في قصرها، فاستغل قصير الفرصة وفحص جوانب القصر وعرف المخرج السري الخاص الذي تستخدمه الزباء للهرب حال الهجوم.

‏ثم ادعى أن له في الحيرة تجارة كبيرة من الحرير، وعليه الذهاب ليأتي بها إلى تدمر، ليعود ومعه جِمال محملة بأثقال كبيرة، ولما وصلت القافلة ساحة قصر الزباء فتح قصير الأجولة، فكان في كل جوال رجل من جيش عمرو، فلما علمت الزباء ذلك، أسرعت إلى الهرب من المخرج السري، لكن عمرو كان ينتظرها هناك، وعندما أيقنت هلاكها قالت قولتها الشهيرة "بيدي لا بيد عمرو" ثم تجرعت السم الذي كان في خاتمها.

‏فاتخذ العرب مقولتها مثلاً يُقال عندما يختار الشخص إفساد ما يملكه بدلاً من أن يحدث ذلك بيد عدوه.

السبت، 19 أكتوبر 2024

أبيات. كعب. لو كنت أعجب من شيء لأعجبني

 ليس بأمكان الأنسان الهروب من الموت فهو يهرب من الخوف ولكن الموت سوف يدركه

قال كعب.

لو كنت أعجب من شيء لأعجبني

سعي الفتى وهو مخبوء   له قدر

يسعى الفتى لأمور ليس يدركها

والنفس واحدة والهم منتشر

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...