الخميس، 25 يوليو 2024

قصيدة الحصين بن الحمام الفزاري ولسنا على الأعقاب

 الحصين بن الحمام الفزاري


جَزى اللَهُ أَفناءَ العَشيرَةِ كُلِّها

بِدارَةِ مَوضوعٍ عُقوقاً وَمَأثَما

بَني عَمِّنا الأَدنَينَ مِنهُم وَرَهطَنا

فَزارَةَ إِذ رامَت بِنا الحَربُ مُعظَما

مَوالي مَوالينا الوِلادَةُ مِنهُمُ

وَمَولى اليَمينِ حابِساً مُتَقَسَّما

وَلَمّا رَأَيتُ الوُدَّ لَيسَ بِنافِعي

وَإِن كان يَوماً ذا كَواكِبَ مُظلِما

صَبَرنا وَكانَ الصَبرُ فينا سَجِيَّةً

بِأَسيافِنا يَقطَعنَ كَفّاً وَمِعصَما

يُفلِقنَ هاماً مِن رِجالٍ أَعِزَّةٍ

عَلَينا وَهُم كانوا أَعَقَّ وَأَظلَما

وُجوهُ عَدُوٍّ وَالصُدورُ حَديثَةٌ

بِوُدٍّ فَأَودى كُلُّ وُدٍّ فَأَنعَما

فَلَيتَ أَبا شِبلٍ رَأى كَرَّ خَيلِنا

وَخَيلُهُمُ بَينَ السِتارِ فَأَظلَما

نُطارِدُهُم نَستَنقِذُ الجُردَ كَالقَنا

وَيَستَنقِذونَ السَمهَرِيَّ المُقَوَّما

فَلَسنا عَلى الأَعقابِ تَدمى كُلومُنا

وَلَكِن عَلى أَقدامِنا تَقطُرُ الدِما

عَشِيَّةَ لا تُغني الرِماحُ مَكانَها

وَلا النَبلُ إِلّا المَشرَفِيُّ المُصَمَّما

لَدُن غُدوَةً حَتّى أَتى اللَيلُ ما تَرى

مِنَ الخَيلِ إِلّا خارِجِيّاً مُسَوَّما

وَأَجرَدَ كَالسَرحانِ يَضرِبُهُ النَدى

وَمَحبوكَةً كَالسيدِ شَقّاءَ صِلدِما

يَطَأنَ مِنَ القَتلى وَمِن قِصَدِ القَنا

خَباراً يَجرينَ إِلّا تَجَشُّما

عَلَيهِنَّ فِتيانٌ كَساهُم مُحَرِّقٌ

وَكانَ إِذا يَكسو أَجادَ وَأَكرَما

صَفائِحَ بُصرى أَخلَصَتها قُيونُها

وَمُطَّرِداً مِن نَسجِ داوودَ مُبهَما

يَهُزّونَ سُمراً مِن رِماحِ رُدَينَةٍ

إِذا حُرِّكَت بَضَّت عَوامِلُها دَما

أَثَعلَبُ لَو كُنتُم مَوالِيَ مِثلِها

إِذاً لَمَنَعنا حَوضَكُم أَن يُهَدَّما

وَلَولا رِجالٌ مِن رِزامِ بنِ مالِكٍ

وَآلِ سُبَيعٍ أَو أَسوءَكَ عَلقَما

لَأَقسَمتُ لا تَنفَكُّ مِنّى مُحارِبٌ

عَلى آلَةٍ حَدباءَ حَتّى تَنَدَّما

وَحَتّى يَرَوا قَوماً تَضِبُّ لِثاتُهُم

يَهُزّونَ أَرماحاً وَجَيشاً عَرَمرَما

وَلا غَروَ إِلّا الخُضرُ خُضرُ مُحارِبٍ

يُمَشّونَ حَولي حاسِراً وَمُلَأَّما

وَجاءَت جَحاشٌ قَضُّها بِقَضيضِها

أَمامَ جُموعِ الناسِ جَمعاً مُقَدَّما

وَهارِبَةُ البَقعاءِ أَصبَحَ جَمعُها

أَمامَ جُموعِ الناسِ جَمعاً مُقَدَّما

بِمُعتَرَكٍ ضَنكٍ بِهِ قِصَدُ القَنا

صَبَرنا لَهُ قَد بَلَّ أَفراسَنا دَما

وَقُلتُ لَهُم يا آلَ ذُبيانَ ما لَكُم

تَفاقَدتُمُ لا تُقدِمونَ مُقَدَّما

أَما تَعلَمونَ اليَومَ حِلفَ عُرَينَةٍ

وَحِلفاً بِصَحراءِ الشَطونِ وَمُقسَما

وَأَبلِغ أُنَيساً سَيِّدَ الحَيِّ أَنَّهُ

يَسوسُ أُموراً غَيرَها كانَ أَحزَما

فَإِنَّكَ لَو فارَقتَنا قَبلَ هَذِهِ

إِذاً لَبَعَثنا فَوقَ قَبرِكَ مَأتَما

وَأَبلِغ تَليداً إِن عَرَضتَ اِبنَ مالِكٍ

وَهَل يَنفَعَنَّ العِلمُ إِلّا المُعَلَّما

فَإِن كُنتَ عَن أَخلاقِ قَومِكَ راغِباً

فَعُذ بِضُبَيعٍ أَو بِعَوفِ بنِ أَصرَما

أَقيمي إِلَيكِ عَبدَ عَمرٍو وَشايِعي

عَلى كُلِّ ماءٍ وَسطَ ذُبيانَ خَيَّما

وَعوذي بِأَفناءِ العَشيرَةِ إِنَّما

يَعوذُ الذَليلُ بِالعَزيزِ لِيُعصَما

جَزى اللَهُ عَنّا عَبدَ عَمرٍو مَلامَةً

وَعَدوانَ سَهمٍ ما أَدَقَّ وَأَلاما

وَحَيَّ مَنافٍ قَد رَأَينا مَكانَهُم

وَقُرّانَ إِذ أَجرى إِلَينا وَأَلجَما

وَآلَ لَقيطٍ إِنَّني لَن أَسوأَهُم

إِذاً لَكَسَوتُ العَمَّ بُرداً مُسَهَّما

وَقالوا تَبَيَّن هَل تَرى بَينَ ضارِجٍ

وَنَهيِ أَكُفٍّ صارِخاً غَيرَ أَعجَما

فَأَلحَقنَ أَقواماً لِئاماً بِأَصلِهِم

وَشَيَّدنَ أَحساباً وَفاجَأنَ مَغنَما

وَأَنجَينَ مَن أَبقَينَ مِنّا بِخُطَّةٍ

مِنَ العُذرِ لَم يَدنَس وَإِن كانَ مُؤلَما

أَبى لِاِبنِ سَلمى أَنَّهُ غَيرُ خالِدٍ

مُلاقي المَنايا أَيَّ صَرفٍ تَيَمَّما

لَعَمرُكَ ما لامَ اِمرَءاً مِثلُ نَفسِهِ

كَفى لِاِمرِئٍ إِن زَلَّ بِالنَفسِ لائِما

تَأَخَّرتُ أَستَبقي الحَياةَ فَلَم أَجِد

لِنَفسي حَياةً مِثلَ أَن أَتَقَدَّما

فَلَستُ بِمُبتاعِ الحَياةِ بِسُبَّةٍ

وَلا مُبتَغٍ مِن رَهبَةِ المَوتِ سُلَّما

وَلَكِن خُذوني أَيَّ يَومٍ قَدَرتُمُ

عَلَيَّ فَحُزّوا الرَأسَ أَن أَتَكَلَّما

بِآيَةِ أَنّي قَد فَجَعتُ بِفارِسٍ

إِذا عَرَّدَ الأَقوامُ أَقدَمَ مُعلِما

الثلاثاء، 23 يوليو 2024

وصية الحطيئة

 لما حضرت الحطيئة الوفاة اجتمع إليه قومه فقالوا يا أبا مليكة أوص فقال ويل للشعر من راوية السوء

قالوا: أوص رحمك الله يا حطيء

قال: من الذي يقول

إذا انبض الرامون عنها ترنمت

ترنم ثكلى أوجعتها الجنائز

قالوا: الشماخ

قال: ابلغوا غطفان انه أشعر العرب

قالوا: ويحك أهذه وصية أوص بما ينفعك

قال: ابلغوا أهل ضابئ انه شاعر حيث يقول:

لكل جديد لذة غير أنني

رأيت جديد الموت غير لذيذ

قالوا: أوص ويحك بما ينفعك

قال: ابلغوا أهل امرئ القيس انه أشعر العرب

حيث يقول:

فيا لك من ليل كأن نجومه

بكل مغار الفتل شدت بيذبل

قالوا: اتق الله ودع عنك هذا

فقال: ابلغوا الأنصار ان صاحبهم أشعر العرب

حيث يقول:

يغشون حتى ما تهر كلابهم

لا يسألون عن السواد المقبل

قالوا: هذا لا يغني عنك شيئاً فقل غير ما أنت فيه

فقال:

الشعر صعب وطويل سلمه

إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه

زلت به إلى الحضيض قدمه

يريد ان يعربه فيعجمه

قالوا: هذا مثل الذي كنت فيه

قال:

قد كنت أحياناً شديد المعتمد

وكنت ذا غرب على الخصم ألد

فوردت نفسي وما كادت ترد

قالوا: يا أبا مليكة ألك حاجة

قال لا والله ولكن أجزع على المديح الجيد يمدح به من ليس له أهلا

قالوا: فمن أشعر الناس

فأومأ بيده إلى فيه وقال: هذا الحجير إذا طمع في خير (يعني فمه) واستعبر باكياً فقالوا له قل لا إله إلاّ الله فقال:

قالت وفيها حيدة وذعر

عوذ بربي منكم وحجر

فقالوا: له ما تقول في عبيدك وامائك

فقال: هم عبيد قن ما عاقب الليل النهار

قالوا: فأوص للفقراء بشيء

قال أوصيهم بالالحاح في المسألة فإنها تجارة لا تبور (...) المسؤول أضيق

قالوا: فما تقول في مالك

قال: للأنثى من ولدي مثل حظ الذكر

قالوا: ليس هكذا قضى الله جل وعز لهن

قال: لكني هكذا قضيت

قالوا: فما توصي لليتامى

قال: كلوا أموالهم (و....) أمهاتهم

قالوا فهل شيء تعهد فيه غير هذا

قال: نعم تحملونني على أتان وتتركونني راكبها حتى أموت فإن الكريم لا يموت على فراشه والأتان مركب لم يمت عليه كريم قط فحملوه على اتان وجعلوا يذهبون به ويجيئون عليها حتى مات

وهو يقول:

لا أحد ألأم من حطيه

هجا بنيه وهجا المريه

من لؤمه مات على فريه

والفرية: الاتان.

قصيدة صالح بن عبد القدوس في النصح

 #كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتابا..  هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر #صالح بن عبدالقدوس احد شعراء الدولة العباسية ..  تمعّنوا بكلماتها ومعا...