الثلاثاء، 2 أبريل 2024

قصة بشر بن عوانه. سيد السباع و سيدة الأفاعي

 

قصة بيت الشعر 

أفاطم لو شهدت ببطن خبت، وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا

بديع الزمان الهمذاني – المقامة البشرية

وخلاصة الحكاية ان بشرا اردا ان يخطب ابنة عم له اسمها فاطمة ، فاشترطعليه ابوها ان يزوجه اياها بمهرالف ناقة من نوق خزاعة
وغرض العم كان أن يسلك بشر الطريق بينه وبين خزاعة فيفترسه أسد؛ مشهوراسمه داذ وحية يدعى شجاعاً
وهما الذان يقال فيهم:
أَفْتَكُ مِنْ دَاذٍ وَمِنْ شُجَاعٍ *** إِنْ يِكُ دَاذٌ سَيِّدَ السِّبَـاعِ فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ الأَفَاعي

وسلك بشر تلك الطريق فلقية الاسد، فنزل عن مهره وقاتل الاسد حتى قتله،وكتب بدم الاسد على قميصة لابنه عمه فاطمه قصيدة مطلعها

أَفَاطِمُ لَوْ شَهِدْتِ بِبَطْنِ خَـبْـتٍ *** وَقَدْ لاَقى الهِزَبْرُ أَخَاكِ بِشْـرَا

إِذاً لَـرَأَيْتِ لَـيْثـاً زَارَ لَـيْثـاً *** هِزَبْرَاً أَغْلَباُ لاقـى هِـزَبْـرَا

تَبَهْنَسَ ثم أحجم عَنْهُ مُهْـرِي *** مُحَاذَرَةً، فَقُلْتُ: عُقِرْتَ مُهْـرَا

أَنِلْ قَدَمَيَّ ظَهْرَ الأَرْضِ؛ إِنِّـي *** رَأَيْتُ الأَرْضَ أَثْبَتَ مِنْكَ ظَهْرَا

وَقُلْتُ لَهُ وَقَدْ أَبْـدَى نِـصـالاَ *** مُحَدَّدَةً وَوَجْهاً مُـكْـفَـهِـراًّ

يُكَفْـكِـفُ غِـيلَةً إِحْـدَى يَدَيْهِ *** وَيَبْسُطُ للْوُثُوبِ عَلـىَّ أُخْـرَى


يُدِلُّ بِمِخْـلَـبٍ وَبِـحَـدِّ نَـابٍ *** وَبِاللَّحَظاتِ تَحْسَبُهُنَّ جَـمْـرَا

وَفي يُمْنَايَ مَاضِي الحَدِّ أَبْقَـى *** بِمَضْرِبهِ قِراعُ المْـوتِ أُثْـرَا

أَلَمْ يَبْلُغْكَ مَا فَعَـلَـتْ ظُـبـاهُ *** بِكَاظِمَةٍ غَدَاةَ لَقِـيتُ عَـمْـرَا

وَقَلْبِي مِثْلُ قَلْبِكَ لَيْسَ يَخْـشَـى *** مُصَاوَلةً فَكَيفَ يَخَافُ ذَعْرَا ؟!


وَأَنْتَ تَرُومُ للأَشْـبَـالِ قُـوتـاً *** وَأَطْلُبُ لابْنَةِ الأَعْمامِ مَـهْـرَا

فَفِيمَ تَسُومُ مِـثْـلـي أَنْ يُوَلِّـي *** وَيَجْعَلَ في يَدَيْكَ النَّفْسَ قَسْرَا؟

نَصَحْتُكَ فَالْتَمِسْ يا لَيْثُ غَـيْرِي *** طَعَاماً؛ إِنَّ لَحْمِي كَـانَ مُـرَّا

فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الغِشَّ نُـصْـحِـى *** وَخالَفَنِي كَأَنِي قُلْتُ هُـجْـرَا

مَشَى وَمَشَيْتُ مِنْ أَسَدَيْنَ رَامـا *** مَرَاماً كانَ إِذْ طَلَبـاهُ وَعْـرَا

هَزَزْتُ لَهُ الحُسَامَ فَخِلْتُ أَنِّـي *** سَلَلْتُ بِهِ لَدَى الظَّلْماءِ فَجْـرَا

وَجُدْتُ لَـهُ بِـجَـائِشَةٍ أَرَتْـهُ *** بِأَنْ كَذَبَتْهُ مَا مَـنَّـتْـهُ غَـدْرَا

وَأَطْلَقْتُ المَهَّنَد مِـنْ يَمِـيِنـي *** فَقَدَّ لَهُ مِنَ الأَضْلاَعِ عَـشْـرَا


فَخَرَّ مُـجَـدَّلاً بِـدَمٍ كَـأنـيَّ *** هَدَمْتُ بِهِ بِناءً مُـشْـمَـخِـرا

وَقُلْتُ لَهُ: يَعِـزُّ عَـلَّـي أَنِّـي *** قَتَلْتُ مُنَاسِبي جَلَداً وَفَـخْـرَا؟

وَلَكِنْ رُمْتَ شَـيْئاً لـمْ يَرُمْـهُ *** سِوَاكَ، فَلمْ أُطِقْ يالَيْثُ صَبْـرَا

تُحاوِلُ أَنْ تُعَلِّمـنِـي فِـرَاراً! *** لَعَمْرُ أَبِيكَ قَدْ حَاوَلْتَ نُـكْـرَا!

فَلاَ تَجْزَعْ؛ فَقَدْ لاقَـيْتَ حُـرًّا *** يُحَاذِرُ أَنْ يُعَابَ؛ فَمُـتَّ حُـرَّا

فَإِنْ تَكُ قَدْ قُتِلْتَ فَلـيْسَ عَـاراً *** فَقَدْ لاَقَيْتَ ذا طَرَفَـيْنِ حُـرَّا

ونسب بعض الرواة ابيات القصيدة الى قصتي مع لميس . كتب فيها الى اختهكبشه وكانت ابتة عمه لميس
“تظن لميسُ أن الليثَ مثلي
وأقوى همةً وأشدُّ صبرا
لقد خابت ظنونُ لميسَ فيه
وأضحى البَرُّ خِلْوًا منه صِفْرا”

فلما بلغت الأبيات عمه ندم على ما منعه تزويجها، وخشي أن تغتاله الحية،فقام في أثره، وبلغه وقد ملكته سورة الحية، فلما رأى عمه أخذته حميةالجاهلية، فجعل يده في فم الحية وحكم سيفه فيها، فقال:

بِشْرٌ إِلَى المَجْدِ بَعِيدٌ هَمُّهُ *** لَمَّا رآهُ بِالعَرَاءِ عَمُّـهُ

قدْ ثَكِلَتْهُ نَفْسُـهُ وَأُمُّـهُ *** جَاشَتْ بِهِ جَائِشَةٌ تَهُمُّهُ

قَامَ إِلَى ابْنٍ للفَلاَ يَؤُمُّـهُ *** فَغَابَ فِيهِ يَدُهُ وَكُـمُّـهُ

وَنَفْسُهُ نَفْسِي وَسَمِّي سَمُّهُ

فلما قتل الحية قال عمه: إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه،فارجع لأزوجك ابنتي، فلما رجع جعل بشر يملأ فمه فخرا، حتى طلع أمرد كشقالقمر على فرسه مدججا في سلاحه، فقال بشر: يا عم إني أسمع حس صيد،وخرج فإذا بغلام على قيد ، فقال: ثكلتك أمك يا بشرأن قتلت دودة وبهيمةتملأ ماضغيك فخرا؟ أنت في أمان إن سلمت عمك فقال بشر من أنت لا أم لكقال اليوم الأسود والموت الأحمر، فقال بشر: ثكلتك من سلحتك، فقال: يا بشرومن سلحتك، وكر كل واحد منهما على صاحبه، فلم يتمكن بشر منه، وأمكنالغلام عشرون طعنة في كلية بشر ، كلما مسه شبا السنان حماه عن بدنه إبقاءعليه ، ثم قال: يا بشر كيف ترى؟ أليس لو أردت لأطعمتك أنياب الرمح؟ ثمألقى رمحه واستل سيفه فضرب بشرا عشرين ضربة بعرض السيف، ولميتمكن بشر من واحدة، ثم قال: يا بشر سلم عمك واذهب في أمان، قال: نعم،ولكن بشريطة أن تقول من أنت، فقال: أنا ابنك، فقال: يا سبحان الله ماا قارنتعقيلة قط فأنى لي هذه المنحة ؟؟ فقال: أنا ابن المرأة التي دلتك راتب ابنةعمك ، فقال بشر:

تِلْكَ العَصَا مِنْ هَذِهِ العُصَيَّةْ *** هَلْ تَلِدُ الحَيَّةَ إِلاَّ الحَـيَّةْ!

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...