الأحد، 12 نوفمبر 2023

قصيدة أوس بن حجر وَدِّع لَميسَ وَداعَ الصارِمِ اللاحي

 وَدِّع لَميسَ وَداعَ الصارِمِ اللاحي

إِذ فَنَّكَت في فَسادٍ بَعدَ إِصلاحِ

إِذ تَستَبيكَ بِمَصقولٍ عَوارِضُهُ

حَمشِ اللِثاتِ عِذابٍ غَيرِ مِملاحِ

وَقَد لَهَوتُ بِمِثلِ الرِئمِ آنِسَةٍ

تُصبي الحَليمَ عَروبٍ غَيرِ مِكلاحِ

كَأَنَّ ريقَتَها بَعدَ الكَرى اِغتَبَقَت

مِن ماءِ أَصهَبَ في الحانوتِ نَضّاحِ

أَو مِن مُعَتَّقَةٍ وَرهاءَ نَشوَتُها

أَو مِن أَنابيبِ رُمّانٍ وَتُفّاحِ

هَبَّت تَلومُ وَلَيسَت ساعَةَ اللاحي

هَلّا اِنتَظَرتِ بِهَذا اللَومِ إِصباحي

قاتَلَها اللَهُ تَلحاني وَقَد عَلِمَت

أَنّي لِنَفسِيَ إِفسادي وَإِصلاحي

إِن أَشرَبِ الخَمرَ أَو أُرزَأ لَها ثَمَناً

فَلا مَحالَةَ يَوماً أَنَّني صاحي

وَلا مَحالَةَ مِن قَبرٍ بِمَحنِيَةٍ

وَكَفَنٍ كَسَراةِ الثَورِ وَضّاحِ

دَعِ العَجوزَينِ لا تَسمَع لِقيلِهِما

وَاِعمَد إِلى سَيِّدٍ في الحَيِّ جَحجاحِ

كانَ الشَبابُ يُلَهّينا وَيُعجِبُنا

فَما وَهَبنا وَلا بِعنا بِأَرباحِ

إِنّي أَرِقتُ وَلَم تَأرَق مَعي صاحي

لِمُستَكِفٍّ بُعَيدَ النَومِ لَوّاحِ

قَد نُمتَ عَنّي وَباتَ البَرقُ يُسهِرُني

كَما اِستَضاءَ يَهودِيٌّ بِمِصباحِ

يا مَن لِبَرقٍ أَبيتُ اللَيلَ أَرقُبُهُ

في عارِضٍ كَمُضيءِ الصُبحِ لَمّاحِ

دانٍ مُسِفٍّ فُوَيقَ الأَرضِ هَيدَبُهُ

يَكادُ يَدفَعُهُ مَن قامَ بِالراحِ

كَأَنَّ رَيِّقَهُ لَمّا عَلا شَطِباً

أَقرابُ أَبلَقَ يَنفي الخَيلَ رَمّاحِ

هَبَّت جَنوبٌ بِأَعلاهُ وَمالَ بِهِ

أَعجازُ مُزنٍ يَسُحُّ الماءِ دَلّاحِ

فَاِلتَجَّ أَعلاهُ ثُمَّ اِرتَجَّ أَسفَلُهُ

وَضاقَ ذَرعاً بِحَملِ الماءِ مُنصاحِ

كَأَنَّما بَينَ أَعلاهُ وَأَسفَلِهِ

رَيطٌ مُنَشَّرَةٌ أَو ضَوءُ مِصباحِ

يَنزَعُ جِلدَ الحَصى أَجَشُّ مُبتَرِكٌ

كَأَنَّهُ فاحِصٌ أَو لاعِبٌ داحي

فَمَن بِنَجوَتِهِ كَمَن بِمَحفِلِهِ

وَالمُستَكِنُّ كَمَن يَمشي بِقِرواحِ

كَأَنَّ فيهِ عِشاراً جِلَّةً شُرُفاً

شُعثاً لَهاميمَ قَد هَمَّت بِإِرشاحِ

هُدلاً مَشافِرُها بُحّاً حَناجِرُها

تُزجي مَرابيعَها في صَحصَحٍ ضاحي

فَأَصبَحَ الرَوضُ وَالقيعانُ مُمرِعَةً

مِن بَينِ مُرتَفِقٍ مِنها وَمُنطاحِ

وَقَد أَراني أَمامَ الحيِّ تَحمِلُني

جُلذِيَّةٌ وَصَلَت دَأياً بِأَلواحِ

عَيرانَةٌ كَأَتانِ الضَحلِ صَلَّبَها

جَرمُ السَوادِيِّ رَضّوهُ بِمِرضاحِ

سَقى دِيارَ بَني عَوفٍ وَساكِنَها

وَدارَ عَلقَمَةِ الخَيرِ بنِ صَبّاحِ

قصيدة هدية بن الخشرم. طربت

 طَرِبتَ وأَنتَ أَحياناً طَروبُ

وَكيفَ وَقَد تعَلّاكَ المَشيبُ

يُجِدّ النأَيُ ذِكرَكِ في فؤَادي

إِذا ذَهِلَت عَنِ النأي القُلوبُ

يؤَرِّقُني اكتِئابُ أَبي نُمَيرٍ

فَقَلبي مِن كآبَتِهِ كَئيبُ

فَقُلتُ لَهُ هَداكَ اللَهُ مَهلاً

وَخَيرُ القَولِ ذو اللُّبِّ المُصيبُ

عَسى الكَربُ الَّذي أَمسَيتُ فيهِ

يَكونُ وَراءَهُ فَرَجٌ قَريبُ

فَيأَمنَ خائِفٌ ويُفَكَّ عانٍ

وَيأَتي أَهلَهُ النائي الغَريبُ

أَلا لَيتَ الرياحَ مُسَخَّراتٌ

بِحاجَتِنا تُباكِرُ أَو تَؤوبُ

فَتُخبِرنا الشَمالُ إِذا أَتَتنا

وَتُخبِر أَهلَنا عَنّا الجَنُوبُ

فإِنّا قَد حَلَلنا دارَ بَلوى

فَتُخطِئُنا المَنايا أَو تُصِيبُ

فإِن يَكُ صَدرُ هَذا اليَومِ وَلّى

فإِنَّ غَداً لِناظِرِهِ قَريبُ

وَقَد عَلِمَت سُليَمى أَنَّ عودي

عَلى الحَدَثانِ ذو أَيدٍ صَليبُ

وأَنَّ خَليقَتي كَرَمٌ وأَنّي

إِذا أَبدَت نَواجِذَها الحروبُ

أُعينُ عَلى مَكارِمها وَأَغشى

مَكارِهَها إِذا كَعَّ الهَيوبُ

وأَنّي في العَظائِمِ ذو غَناءٍ

وأُدعى لِلفعالِ فأَستَجيبُ

وأَنّي لا يَخافُ الغَدرَ جاري

وَلا يَخشى غوائِلي الغَريبُ

وَكَم مِن صاحِبٍ قَد بانَ عنّي

رُميتُ بِفَقدِهِ وَهوَ الحَبيبُ

فَلَم أُبدِ الَّذي تَحنوا ضُلوعي

عَليهِ وإِنَّني لأَنا الكَئيبُ

مَخافَةَ أَن يَراني مُستَكيناً

عَدوٌ أَو يُساءَ بِهِ قَريبُ

وَيَشمَتَ كاشِحٌ وَيَظُنَّ أَنّي

جَزوعٌ عِندَ نائِبَةٍ تَنوبُ

فَبَعدَكَ سَدَّتِ الأَعداءُ طُرقاً

إِليَّ وَرابَني دَهرٌ يَريبُ

وأَنكَرتَ الزَمانَ وَكُلَّ أَهلي

وَهَرَّتني لِغيبِتكَ الكَليبُ

وَكُنتُ تُقَطَّعُ الأَبصارُ دوني

وإِن وَغِرَت مِنَ الغَيظِ القُلوبُ

وَقَد أَبقى الحَوادِثُ مِنكَ رُكناً

صَليباً ما تؤَيِّسُهُ الخُطوبُ

عَلى أَنَّ المَنيَّةَ قَد توافي

لِوَقتٍ والنوائِبُ قَد تَنوبُ

قصيدة ابن الاطنابة أَلا مَن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنِّي

 أَلا مَن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنِّي

فَقَد تُهدَى النَصيحة للنصيحِ

فأنَّكم وما تُزجُونَ نحوي

مِنَ القَولِ المُرَغَّى والصَريحِ

سَيَندَمُ بَعضُكُم عَجلاً عليه

وما أَثرى اللِسانُ إِلى الجَرُوحِ

ابت لي عفَّتِي وأَبى بَلائي

وأَخذِي الحَمدَ بالثَمَنِ الرَبِيحِ

وإِعطائي على المكروهِ مالي

وضَربي هامَةَ البَطَلِ المُشِيحِ

بِذي شطَبٍ كَلَونِ المِلحِ صافٍ

ونَفسٍ ما تَقر على القبيحِ

وقَولي كَلَّما جَشأت وجاشَت

مَكانَكِ تُحمَدِي أو تستريحي

لأَدفَعَ عَن مآثرَ صالحاتٍ

وأحمي بَعدُ عن عِرضٍ صَحِيحِ

أُهِينُ المالَ فيما بَينَ قَومِي

وأدفَعُ عَنهمُ سُنَنَ المَنِيحِ

ابت لي أَن أُقضِّي في فعالي

وأَن أُغضِي على أمرٍ قبيحِ

فأما رُحتُ بالشرفِ المُعلى

وإِما رُحتُ بالموتِ المُرِيحِ

قرَت أحسابُنا كرما فأَبدَت

لنا الضراءُ عن أُدُمٍ صحاحِ

ولم يُظهر لنا عُقراتِ سَوءٍ

جمودُ القطرِ أو بكءُ اللقاحِ

قصيدة صالح بن عبد القدوس في النصح

 #كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتابا..  هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر #صالح بن عبدالقدوس احد شعراء الدولة العباسية ..  تمعّنوا بكلماتها ومعا...