الاثنين، 6 نوفمبر 2023

قصة السموأل بن عاديا إذا المرء

 السّموأل بن عُرَيض بن عادياء الغسَاني الأزدي، من أبرز شعراء الجاهلية، كانلجدِّه حصن منيع وبئر عذبة، فكان السموأل يُضِّيف العرب حين تَنزل بالحصن.


كان مضرب المثل في الوفاء؛ حيث قدم إليه كبير شعراء الجاهلية (امرؤ القيسالكندي)، الذي عجز عن الأخذ بثأر أبيه، ليعزم الذهاب إلى قيصر الروم مستنجداًبه وليُخرج معه جيشاً يساعده، فذهب أولاً إلى السمؤال ليترك عنده أهلهويؤمّنه على دروع ثمينة؛ كان ملوك كندة يتوارثونها ملكاً عن ملك، وسار بعدذلك إلى قيصر الرومفطلب الحارثُ الغَسّانيّ الأدرع وألحّ في طلبها، فلمّا دَهَمالجيشُ السَّموأل أغلق الحصن دون من دهَمَه، فأُخِذ له ابنٌ كان خارج الحصنفي مُتَصَيَّدٍ له، فخَيّر الحارثُ السَّموألَ بين دَفْعِ الدروع التي في حِرْزه وقَتْل ابنه،فاختار السَّموأل الوفاءَ بالذِّمّة، وعاد الحارث بجيشه من حيث أتى من غير أنيحصل على بُغيته، فقال السمؤال في قصيدة ينسبها البعض لغيره:


إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ


فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ


وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها


فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ


تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا


فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ


وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا


شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ


وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا


عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ


لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ


مَنيعٌ يَرُدُّ الطَرفَ وَهُوَ كَليلُ


رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَما بِهِ


إِلى النَجمِ فَرعٌ لا يُنالُ طَويلُ


هُوَ الأَبلَقُ الفَردُ الَّذي شاعَ ذِكرُهُ


يَعِزُّ عَلى مَن رامَهُ وَيَطولُ


وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً



إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ


يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا


وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ


وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ


وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ


تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا


وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ


صَفَونا فَلَم نَكدُر وَأَخلَصَ سِرَّنا


إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ


عَلَونا إِلى خَيرِ الظُهورِ وَحَطَّنا


لِوَقتٍ إِلى خَيرِ البُطونِ نُزولُ


فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا


كَهامٌ وَلا فينا يُعَدُّ بَخيلُ


وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم


وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ


إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ


قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ


وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ


وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ


الأحد، 5 نوفمبر 2023

قصيدة عبدة بن يزيد. أَبَنِيَّ إِنّي قَد كَبِرتُ وَرابَني

 أَبَنِيَّ إِنّي قَد كَبِرتُ وَرابَني

بَصَري وَفِيَّ لِمُصلِحٍ مُستَمتِعُ

فَلَئِن هَلَكتُ لَقَد بَنَيتُ مَساعِياً

تَبقى لَكُم مِنها مَآثِرُ أَربَعُ

ذِكرٌ إِذ ذُكِرَ الكِرامُ يَزينُكُم

وَوِراثَةُ الحَسَبِ المُقَدَّمِ تَنفَعُ

وَمَقامُ أَيّامٍ لَهُنَّ فَضيلَةٌ

عِندَ الحَفيظَةِ وَالمَجامِعُ تَجمَعُ

وَلُهىً مِنَ الكَسبِ الَّذي يُغنيكُمُ

يَوماً إِذا اِختَصَرَ النُفوسَ المَطمَعُ

وَنَصيحَةٌ في الصَدرِ صادِرَةٌ لَكُم

ما دُمتُ أُبصِرُ في الرِجالِ وَأَسمَعُ

أوصيكُمُ بِتُقى الإِلَهِ فَإِنَّهُ

يُعطي الرَغائِبِ مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ

وَبِبِرِّ والِدِكُم وَطاعَةِ أَمرِهِ

إِنَّ الأَبَرَّ مِنَ البَنينَ الأَطوَعُ

إِنَّ الكَبيرَ إِذا عَصاهُ أَهلُهُ

ضاقَت يَداهُ بِأَمرِهِ ما يَصنَعُ

وَدَعوا الضَغينَةَ لا تَكُن مِن شَأنِكُم

إِنَّ الضَغائِنَ لِلقَرابَةِ توضِعُ

وَاِعصوا الَّذي يُزجي النَمائِمَ بَينَكُم

مُتَنَصِّحاً ذاكَ السَمامُ المُنقَعُ

يُزجي عَقارِبَهُ لِيَبعَثَ بَينَكُم

حَرباً كَما بَعثَ العُروقَ الأَخدَعُ

حَرّانَ لا يَشفي غَليلَ فُؤادِهِ

عَسَلٌ بِماءٍ في الإِناءِ مُشَعشَعُ

لا تَأمَنوا قَوماً يَشِبُّ صَبِيُّهُم

بَينَ القَوابِلِ بِالعَداوَةِ يُنشَعُ

فَضِلَت عَداوَتُهُم عَلى أَحلامِهِم

وَأَبَت ضِبابُ صُدورِهِم لا تُنزَعُ

قَومٌ إِذا دَمَسَ الظَلامُ عَلَيهِمُ

حَدَجوا قَنافِذَ بِالنَميمَةِ تَمزَعُ

أَمثالَ زَيدٍ حينَ أَفسَدَ رَهطَهُ

حَتّى تَشَتَّتَ أَمرُهُم فَتَصَدَّعوا

إِنَّ الَّذينَ تَرَونَهُم إِخوانَكُم

يَشفي غَليلَ صُدورِهِم أَن تُصرَعوا

وَثَنِيَّةٍ مِن أَمرِ قَومٍ عَزَّةٍ

فَرَجَت يَدايَ فَكانَ فيها المَطلَعُ

وَمَقامِ خَصمٍ قائِمٍ ظَلِفاتُهُ

مَن زَلَّ طارَ لَهُ ثَناءٌ أَشنَعُ

أَصدَرتُهُم فيهِ أُقَوِّمُ دَرأَهُم

عَضَّ الثِقافِ وَهُم ظِماءٌ جُوَّعُ

فَرَجَعتُم شَتّى كَأَنَّ عَميدَهُم

في المَهدِ يَمرُثُ وَدعَتَيهِ مُرضَعُ

وَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ قَصري حُفرَةٌ

عَبراءُ يَحمِلُني إِلَيها شَرجَعُ

فَبَكى بَناتي شَجوَهُنَّ وَزَوجَتي

وَالأَقرَبونَ إِلَيَّ ثُمَّ تَصَدَّعوا

وَتُرِكتُ في غَبراءَ يُكرَهُ وِردُها

تَسفي عَلَيَّ الريحُ حينَ أُوَدَّعُ

فَإِذا مَضَيتُ إِلى سَبيلي فَاِبعَثوا

رَجُلاً لَهُ قَلبٌ حَديدٌ أَصمَعُ

إِنَّ الحَوادِثَ يَختَرِمنَ وَإِنَّما

عُمرُ الفَتى في أَهلِهِ مُستَودَعُ

يَسعى وَيَجمَعُ جاهِداً مُستَهتِراً

جِدّاً وَلَيسَ بِآكِلٍ ما يَجمَعُ

حَتّى إِذا وافى الحِمامُ لَوقَتِهِ

وَلِكُلِّ جَنبٍ لا مَحالَةَ مَصرَعُ

نَبَذوا إِلَيهِ بِالسَلامِ فَلَم يُجِب

أَحَداً وَصَمَّ عَنِ الدُعاءِ الأَسمَعُ

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...