قصة وقصيدة مفضي الاحمدي الــحربي

 مفضي بن ولمان بن ضيدان الأحمدي الحربي

أحد فرسان قبيلة (حرب) العريقة
حصل بينه وبين أحد أفراد قبيلته مشاجرة ، فقتل الرجل وهرب إلى مكازي بنسعيد العلياني الشمري الملقب (معشي الذيب) من قبيلة (شمر)
متنكراً بإسم (الرويعي) و عمل راعي لحلالهم ، وكان لإبن سعيد بنت جميلةإسمها (رثعا) يعشقها إبن عمها من طرف واحد ، لكون ولد عمها ليس فارساً و ماعنده علوم الرجال.
وفي أحد الأيام وبينما كان مكازي ورجاله غازين قبيلة ثانية ، ولم يبقى فيالديار إلا بعض الرجال و كبار السن ، غزتهم قبيلة ثانية ونهبوا حلالهم فقامت(رثعا) تنخى ولد عمها الذي تخلف عن الغزو لكي يرد الغزاة ويعيد الحلال ،لكنه خيب ظنها معتذراً بكثرة القوم .
فإنتهز (الرويعي) الفرصة وأخذ سلاح ولد عمها وفرسه ولحق بالغزاة وهوينتخي (أنا ولمان الأحمدي) . ووفقه الله وردهم خائبين وأعاد الحلال ، ولكنهإشترط على (رثعا) أن تستر على ولد عمها وتنسب له شرف رد الحلال وكسرالغزو ، وعندما عاد والدها من غزوته وإجتمع الرجال في مجلسه مهنئين بعودتهغانماً وهم يشيدون بشجاعة إبن أخيه "الشفيّه" الذي كان "نافش ريشه"وجاعد على يمين عمه الشيخ ، طلبت (رثعا) من أبوها أن تصب الفنجان للبطلالمغوار أمام الجميع فأذن لها ولم يمانع ، وكلما صبت الفنجان لتناوله ولد عمهاسقط الفنجان من يدها حتى تكرر ذلك ثلاث مرات ، فإتجهت نحو (الرويعي)الذي يجلس في طارف المجلس و طلبته قائلة :-

تستاهل الفنجال ومواسد الراس
يالمعتزي بالعزوة الأحمدية
يا كاسب الطولات في كل نوماس
أطلبك لا تبخل بروحك عليه
فأجابها :-
يا بو خديد أبيض كما  لون قرطاس
رديتها من شان حكمك عليّه
روحك على راضه وروحي على ياس
مطلوب ما قضيت دينٍ عَليِّه

فعرف والدها أنه مطلوب دم ، وبعد أن شرح لهم قصته أصلحوا بينه وبينجماعته و دفعوا عنه دية المقتول وزوجوه من (رثعا) وأقام عند العليان معززاًمكرماً وأنجب منها ولد اسمه (حمود) فتخاصم في احد الايام مع ولد خاله فعيره(بالهفية) فقال مفضي :-
ياحمود عن ديرة خوالك جلينـا
شف دلوهم من يمنا تلطخ الجال
ليا صار ماگربـك يحشـم علينـا
دنّ الركايب و الزمل نبي نشتال

فرحل عائداً إلى جماعته
وفي أحد الأيام أغار جماعة مفضي على العليان وكسبوا حلالهم فعرفها(مفضي) من الوسم وطلب من جماعته أن يعيدوها لأهلها ، فأعادوا كل الحلالماعدا ناقة طيبة تقاسمها رجلان (مطلق و مشعان) واخفوها وقالوا ماتت فحكمعليهم بتعويضها بأربع نياق على عدد قوائمها وبعد فترة ذكرت له الناگة عندمطلق ومشعان فقال مفضي :-

ياحمود للجيره قوانين وسلوم
والله مانرضى على السلم ينهان
ماتروح ناگة جارنا وانت شغموم
موتٍ بعز ولا حكي فلان  وفلان
اما تجي مادونها هرج وعلوم
والا سددها راس مطلق ومشعان

فأعادوها وهم صاغرين ، وبعد فترة اشتاق مفضي إلى العليان بعد أن تضايقمن السكن مع جماعته فقال :-

لا وا هني يا حمود من فارق الدوم

نبي عربنا يم اطاريف رمان

ياحمـود والله ماعـليـنا بها لـوم

ما أستانـس ألّا وسـط نـزل العلـيان

ياحمود كني عندهم باشة الروم

ومـزودن وزنـي عـلى كـل مـيـزان

الله نـشد ياحمود عن معرفة يوم

(عشر و ثمان) سنين ياحمود جيران

ياحمود يظهر لك صديق ٍ من القوم

ويظهر من الربـع الموالـيـن عــدوان

و ســـــــــــــــــــــــلامــــــتـــــــــــــــــكم

منقووول بلا تصرف

قصيدة و أشرح هواك فكلنا عشاق. الشاب الظريف

 لا تُخْفِ ما صَنَعَتْ بِكَ الأَشْواقُ

وَاشْرَحْ هَواكَ فَكُلُّنَا عُشَّاقُ

قَدْ كَانَ يُخْفي الحُبَّ لَوْلَا دَمْعُكَ ال

جَارِي وَلَوْلا قَلْبُكَ الخَفَّاقُ

فَعَسى يُعينُكَ مَنْ شَكَوْتَ لَهُ الهَوى

في حَمْلِهِ فالعَاشِقُون رِفَاقُ

لا تَجْزَعَنَّ فَلَسْتَ أَوّلَ مُغْرَمٍ

فَتَكَتْ بِهِ الوَجْنَاتُ وَالأَحْدَاقُ

وَاصْبِرْ عَلى هَجْرِ الحَبِيبِ فَرُبَّما

عَادَ الوِصَالُ ولِلْهَوى أَخْلاقُ

كَمْ لَيْلَةٍ أَسْهَرْتُ أَحْداقي بِهَا

مُلْقىً ولِلأَفْكَارِ بِي إِحْدَاقُ

يا رَبِّ قَدْ بَعُدَ الَّذين أُحِبُّهُمْ

عَنِّي وَقَدْ أَلِفَ الرّفاقَ فِراقُ

وَاِسْوَدَّ حَظِّي عِنْدَهُم لَمَّا سَرى

فيهِ بِنَارِ صَبابتِي إِحْرَاقُ

عُرْبٌ رَأَيْتُ أَصَحَّ ميثاقٍ لَهُمْ

أَنْ لا يَصِحَّ لَدَيْهِمُ مِيثَاقُ

وَعَلى النّياقِ وفي الأَكلَّةِ مَعْرِضٌ

فِيهِ نِفارٌ دائمٌ وَنِفاقُ

مَا نَاءَ إِلّا حَارَبَتْ أَرْدافُهُ

خَصْراً عَليهِ مِنَ العُيونِ نِطَاقُ

تَرْنُو العُيونُ إِليه في إطْراقِهِ

فَإِذَا رَنَا فَلِكُلِّها إِطْرَاقُ