الجمعة، 22 سبتمبر 2023

قصدة ابو الحسن الأنباري رثاء. ابن بقيه

علو في في الحياة  وفي الممات قصيدة الأنباري

من أجمل القصائد الوفية الحاشدة بالشعرية النافذة، التي تسحر في صورهاقصيدة أبي الحسن الأنباري يرثي محمد بن بَقيَّةوزير عز الدولة بن بُوَيه،وكانت قد وقعت بين عز الدولة وابن عمه عضد الدولة خصومة، ظفر فيها عضدالدولة، فقبض على ابن بقية، وقتله بين أرجل الفيلة، ولم يكتف بذلك بل صلبه،وظل مصلوبًا إلى أن مات عضد الدولة.

حضر الشاعر إلى مكان صلبه، فتحسر عليه، لما له عليه من نعماء وأيد بيضاء،فكتب قصيدته على عدد من النسخ ألقاها في الطرق، فلما وصلت إلى عضدالدولة قال:
"لقد تمنيت أن أكون أنا المصلوب وأن القصيدة قيلت فيّ".
القصيدة:

علوَّ في الحياة وفي الممات
لحقٌّ أنت إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا
وفودُ نَداك أيام الصِّلات
كأنك قائم فيهم خطيبـــــــــًا
وكلهم قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاءً
كمدِّهما اليهم بالهِبات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن
يضم علاك من بعد الوفاة
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا
عن الأكفان ثوبَ السافيات
لعُظْمك في النفوس تبيت تُرعى
بحرّاس وحفّاظ ثِقات
وتوقَد حولك النيرانُ ليلا
كذلك كنت أيام الحياة
ركبتَ مطيةً من قبلُ زيدٌ
علاها في السنين الماضيات
وتلك قضية فيها تأسٍّ
تباعد عنك تعيير العداة
ولم أرَ قبل جِذعك قطُّ جِذعًا
تمكّن من عناق المَكرُمات
أسأتَ الى النوائب فاستثارث
فأنت قتيل ثأر النائبات
وكنتَ تُجيرُنا من صَرْف دهر
فعاد مطالبًا لك بالتِّـرات
وصيَّر دهرك الاحسانَ فيه
إلينا من عظيم السيئات
وكنتَ لمعشر سعدًا فلما
مضيتَ تفرقوا بالمنحِسات
غليلٌ باطنٌ لك في فؤادي
يُخفَّف بالدموع الجاريات
ولو أني قدَرتُ على قيام
بفرضك والحقوق الواجبات
ملأتُ الأرض من نظم القوافي
ونحت بها خِلافَ النائحات
ولكني أصَّبر عنك نفسي
مخافة أن أُعَد من الجناة
وما لك تربة فأقول تُسقى
لأنك نُصبُ هطْل الهاطلات
عليك تحيةُ الرحمن تَترى
برَحماتٍ غوادٍ رائحاتِ

ما أعجبني في هذه القصيدة حسن التعليل في كل مشهد من تجليات الصلب،بل هو حسن تأويل، وقوة خيال.

كذلك هذا الانسياب وهذه السلاسة في اللغة، وقدرة التصوير على جوانبمختلفة من جملة الوصف.

أقول إنها قصيدة الوفاء وهي صادقة التعبير، لأن الشاعر ليس له أي مغنم، بلبالعكس يتهدده عضد الدولة ورجاله.

لنوازن بين ما هو في الواقع في الصورة الحالية أو الماضية وبين الصورة التييفرضها الشاعر أو يحاول أن يقنعنا بها:

كان المرثي في حياته عاليًا في مكانته

اليوم هو عال رفيع الشأن في مماته (في صلبه هو معلق بارتفاع على الخشبة)،فهنا معجزة أن يبقى العالي في حياته عاليًا في موته
..
كانت الوفود من الناس يقدَمون إليك لطلب الندى والعطاء

اليوم فإن الناس الذين تجمهروا لمشاهدتك أراهم وكأنهم هذه الوفود التي تطلبالعطايا(جعل المتجمهرين العاديين وفودًا تطلب عطاءه).

اليوم هو مصلوب ويداه ممدودتان

هذا المشهد ليس صلبًا، وإنما هو مد يديه ترحيبًا بالوفود، وها هو يمد يديهلتقديم الهبات لهمأما الكفن فهي ثوب من الرياح، وليس كفنًا عاديًا.

(شتان بين الغرض من حضورهم وبين ما تخيل في حضورهم)

المصلوب واقف وأمامه الناس يشاهدون المنظر

الشاعر يرى المرثي إمامًا خطيبًا في صلاة الجمعة، وكأن الناس هؤلاء جاءوايصلون(كان الخليفة أو من ينوب عنه هو الذي يصلي في الناس).

الصورة سبق بها ابن المعتز في مرثيَة له للخليفة المعتضد:

وصلَّوا عليه خاشعين كأنهم
وفودٌ وقوف للسلام عليه

المصلوب يرتفع عن الأرض ولا يدفن في التربة

السبب في ارتفاعه عن الأرض أن بطن الأرض ضاق عن ضم مكارمه وأفضاله،فصار الجو قبره، كما كان الكفن من ثياب الرياح، وهذا بالطبع لأنه عالي الشأن،مختلف عن الناس.

المصلوب عليه حراسة خوفًا من إنزاله من قبل أقربائه ومن يهمهم أمره

يخاطبه ويقول: أنت عظيم، وبسبب عظمتك يحرسك ويرعاك حراس ثقاتيحفظونككما كانوا قبلاً في حياتك وفي حراستك.

المصلوب توقد حوله النيران حتى يتأكدوا من بقائه في ساحة الإعدام

هذه النيران هي التي كان يوقدها لإكرام ضيوفه، فظلت مستمرة.

ثم يخاطبه فيقول:

في عملية الصلب ركبت مطية (استعارها للخشبة)

هناك من سبقك في ركوب المطية هذه هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبيطالب، وقد طالب بالخلافة فصلبه هشام بن عبد الملك، فلك في زيد أسوة حسنةوهذه المسألة فيها العزاء، فمن أراد من أعدائك أن يعيّر بمصيرك، فليتذكر زيدًا منأهل البيت وما جرى له.

جذع الشجرة أو الخشبة كان عاديًا

الجذع أصبح اليوم فريدًا من نوعه، لأنه تمكن من عناق المكارم، فجعل الصلبعناقًا، والمرثي جامع المكرمات.

كنت قد أسأت إلى مصائب الدهر التي قاومتها بعطائك

أنت اليوم قتيل الثأر، فقد قاومتك النوائب، وها هي تثأر منك.

كنت تسعفنا من صروف الدهر وتقلباته

الدهر يطالب بالترات أي الثأر(كما في البيت السابق)وفي البيت التالي جعلهذا الدهر إحسانك إلينا سيئاتٍ تحيق بك وبنا.

كنت رمزًا لسعادة الناس

اليوم تفرقوا بكل ما هو نحس

الشاعرفي النهاية أخذ يصف مشاعره مباشرة:

حرارة القهر والحزن مستمرة لك في قلبي، ولا يشفي بعض هذا الغليل إلادموعي الهتون.
لو قدَرتُ على قيام بالحقوق والواجبات لكنت أرثيك في قصائد أنوح بها، وليسكنياحة النساء؛
ولكني أصَّبر عنك نفسي، ذلك لأن هناك من سيعدّني من الجناة، فأعداؤك مازالوا يتربصون
ثم إن من عادة الشاعر الراثي أن يدعو بالسقيا على ضريح الميت، وأنا هنا لاأدعو لك به، لأنك أصلاً في واجهة المطر وأقرب عليه من الأرض، فهو يقع أول مايقع عليك، فعليك الرحمة متتالية، وتروح هذه الرحمات وتغدو إليك.

ابن الأَنْبَاري
بعد 1000 م)

الخميس، 21 سبتمبر 2023

طرائف عربية

 وهل يُستبانُ الرُّشدُ إِلا ضُحى الغَدِ.


قال ابنُ سلّام: 
ومن أَمثالِهم في الشَّماتةِ بِمَنْ لا يَقبلُ النصيحةَ قولُ دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّة:


أَمَرتُهم أَمري بِمُنْعَرجِ اللِّوى ... وهل يُستبانُ الرُّشدُ إِلاّ ضُحى الغَدِ


ويُروى:

بذلت لهم نُصحي بِمُنعرَجِ اللِّوى... فلم يَستبينوا النصحَ إلا ضُحى الغَدِ


جاء في "الحلل في شرح أَبيات الجمل":

... وكان غزا غَطَفان [ أي: عبد الله أخو دريدٍ ]، فغَنِم وانصرفَ، فلما وصل إلى مُنْقطعِ اللِّوى نزل، فقال له دُريدٌ: إِنَّ هذا ليس بموضعِ نُزولٍ؛ فإن أصحابَ هذه الغنيمةِ، لا يتركون إِتيانَك وطلبَك.
فقال له عبدُ اللهِ: لا أَبرحُ حتى أَنتقِعَ، وأَرتصِعَ، وأُجيلَ السِّهامَ.
فلم يقدرْ دُريدٌ على عِصيانِه، وأَمر ربيئةَ، فصعد على شرف الأرض، وقال له: انظر، وأَخبرْنا بما ترى.
فمكث ساعة، وقال: أَرى خيلاً عليها رجالٌ كأَنهم الصبيانُ، رماحُهم بين آذانِ خيولِهم!
فقال عبدُ الله: هذه فَزَارَةُ، ولا بأسَ!
ثم قال الربيئةُ: أَرى قوماً كأَنَّ ثيابَهم غُمِست في الجأْبِ.
فقال عبدُ الله: هذه أَشْجعُ، وليست بشيءٍ!
ثم قال الربيئةُ: أَرى قوما سُوداً يُقَلْقِلون الأَرضَ، دوابُّهم سوادُهم، ويَجرُّون الأَرضَ بأَقدامِهم ورماحِهم!
فقال عبد الله: فهذه عبسٌ، قد جاءَكم الموتُ الزُّؤامُ فاركبوا. فتلاحقَ القومُ، واقْتتلوا قتالاً شديدا، وعمدَ ذُؤابُ بنُ أَسماءَ إلى عبدِ اللهِ فطعنَه، فسقط إِلى الأَرض، واستغاثَ بأَخيه دُريدٍ، فأقبل دُريدٌ فدافع الخيلَ عنه ساعةً وكشَفَها، وطُعِن دريدٌ وصُرِع، وقُتل عبدُ الله، وانهزم أَصحابُه، واسْتُعيدت الغنيمة، فقال دريدٌ - ويُسمّى هذا اليومُ يومُ اللِّوى - :


وقلتُ لِعارِضٍ وأصحابِ عَارضٍ ... وَرَهطِ بني السَّودَاءِ والقومُ شُهَّدِي


وقلت لهم ظُنُّوا بألفَيْ مـــُـــــــــدَجَّجٍ ... سَـــــــــراتُــــهــــــم بالفــــــــارسيِّ المُــــسرَّدِ


فلما عَصَوْني كنت منهم وقد أرَى ... غَــــــــوَايتَــــــهم أَو أنَّــنِي غيرُ مهتدِي


أَمــــــرتُهم أَمــــــرِي بِمُنْعرَجِ اللِّــــوىَ ... فلمْ يَسْتَبِينُوا الرُّشْدَ إلا ضُحى الغَدِ


وهــــل أنَا إلاَّ من غُزَيَّةَ إِنْ غَوتْ ... غَـــــــــــويْتُ وإِن تَـــرشُدْ غُـــــــــــزَيَّــةُ أرْشُدِ



والجَأْبُ: المَغْرَة. [ وهو طينٌ أَحمرُ يُصبغ به ]
والمُدَجَّجُ: الكاملُ السلاح، يقالُ بكسر الجيم وفتحها، وفرّق بينهما بعضُ اللغويين فقال:
المُدَجِّج - بالكسر -: الفارس، 
والمدجَّج - بالفتح -: الفرس؛ لأنهم كانوا يدرعون الخيل.
وأراد بالفارسي: دِرعاً يُصنع بفارسَ، والمُسرَّد: المنسوج بالحِلقِ. 
وسَراتُهم: أَشرافُهم.
لست من أحلاسِها.
قال العسكري:
أَيْ: لستَ من أَصحابِها الذين يعرفونها، ويقومون بها.
وهو بمنزلةِ قولِهم: هم أَحلاسُ الخيلِ، ومعناه: أَنهم يَقتنونها ويلزمون ظهورَها. 
ودخل الضحاك بنُ قيسٍ على معاويةَ، فقال معاويةُ: 



تطاولتُ للضحَّاكِ حتى رَدَدْتُه ... إلى حَسَبٍ في قومِه مُتقاصرِ



فقال الضحاكُ: قد علم قومُنا أَننا أَحلاسُ الخيلِ.
فقال: صدقتَ، أَنتم أَحلاسُها، ونحن فرسانُها، أَنتم الساسةُ ونحنُ القادةُ. 
وأصلُ الحِلْسِ: كِساءٌ يوضع تحت البَرْذَعةِ(1)، على ظهر البعيرِ ويَلزَمُه، فشَبَّه الذين يعرفون الشيءَ ويلزمونَه به. 
وفي الحديث: (إذا كانت فتنةٌ فكُن حِلْسَ بيتِك)(2) أي: الزَمْهُ ولا تُزايِلْهُ. 

________
(1) (البَرْذَعة) و (البَرْدعة): ما يُوضع على الحمار أو البغلِ؛ ليُركبَ عليه، كالسَّرجِ للفرس.
والحِلْسُ: كلُّ ما وَلِي ظهرَ الدابةِ تحت الرَّحْلِ والقَتَبِ والسَّرجِ، وما يُبْسطُ في البيت من حَصيرٍ ونحوِه تحتَ كريمِ المَتاع. (المعجم الوسيط).
(2) لم أعثر عليه بهذا اللفظ، إنما جاء في حديثِ أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال –صلى الله عليه وسلم-: ( إِنَّ بين أَيديكم فتناً كقِطعِ الليل المظلمِ؛ يصبح الرجل فيها مؤْمناً ويمسي كافراً، القاعدُ فيها خيرٌ من القائمِ، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي )، قالوا : فما تأمرنا؟ قال: ( كونوا أحلاسَ بيوتِكم ). رواه أحمد وأبو داود.

إنَّ الْخَصَاصَ يُرَى فِي جَوْفِها الرَّقَمُ. 

الخَصاصُ: جمعُ خَصَاصةٍ، وهي الفُرجةُ الصغيرةُ بين الشيئين.
والرَّقَمُ (وبِكسرِ الدال كذلك): الدَّاهِيةُ العظيمةُ.
والمعنى: أَنَّ الشيءَ الحقيرَ يكونُ فيه الشيءُ العظيمُ.

إنَّ الجوادَ عيـنُـهُ فِـرَارُهُ.
- قال في "زهر الأكم":
الجوادُ: العتيقُ من الخيلِ، الكثيرُ الجَريِ، سُمِّي به لأنّه يجودُ بنفسِه.
والعَيْنُ: تطلق على الباصرة، وعلى الشخصِ والشيءِ، وهو المراد هنا.
والفِرارة: أَنْ تفتحَ فَا الدابةِ لتَعلمَ سِنَّها.
يقال: فَرَّها فَرًّا وفِراراً –الفاءُ مثلثة- إذا فتح فاها لذلك.
- قال في "الصحاح":
فَرَرْتُ الفرسَ، أفُرُّهُ فَرًّا، إذا نظرت إلى أَسنانِه، وفَرَرْتُ عن الأَمرِ: بحثتُ عنه.
معناه: إن معاينتَك الجوادَ تُغنيك عن فِرارِه.
يُضرب لمن يدلُّ ظاهرُه على باطنِه، فيُغني عن اختبارِه، حتى لقد يُقالُ: إنَّ الخبيثَ عينُه فرارُه. 
قال الراجزُ:


هو الخبيثُ عينُه فرارُه ... مَمْشاهُ مَشيُ الكلبِ وازدجارُه

لا ماءَكِ أَبقيتِ، ولا دَرَنَكِ أَنْقَيتِ.
ويروى: ولا حِرَكِ(1).
يُضربُ مثلاً لطالبِ الشيءِ بإضاعةِ غيرِه، حتى يَفوتاه جميعاً. 

قال أبو عبيد:
وأصلُه أَنَّ رجلاً كان في سفرٍ ومعه امرأَةٌ، وكانت عاركِاً(2)، فحضر طُهرُها ومعهما ماءٌ يَسيرٌ، فاغتسلت به، ثم لم يكْفِها لغُسلِها، وقد أَنفَذَتِ الماءَ، فبقيت هي وزوجُها عطشانَيْن، فعندها قال لها هذه المقالة.
ومن هذا قولُهم: نفعٌ قليلٌ، وفضحتُ نفسي.

____________
(1) قال في"النهاية": الحِرُ -بتخفيفِ الراء- : الفَرْجُ، وأَصلُه: حِرْحٌ -بكسر الحاءِ وسكون الراءِ- وجمعُه أَحْرَاحٌ. ومنهم من يُشدّدُ الراءَ، وليس بجَيّدٍ، فعَلى التخفيفِ يكون في (حَرَح) لا في (حرَر).
(2) قال في "الصحاح": عَرَكَتِ المرأةُ تَعْرُكُ عُروكاً، أي: حاضت.

رُبَّ كَلِمَةٍ تَقُولُ لِصَاحِبِهَا: دَعْنِي! 

قيل بأن النعمانَ بنَ المنذرَ نزل برابيةٍ،
فقال له رجلٌ من أصحابِه: أَبَيْتَ اللعنَ(1)! لو ذُبِحَ رجلٌ على رأسِ هذه الرابيةِ، إلى أين كان يبلُغُ دَمُه؟
فقال النعمانُ: المذبوحُ –واللهِ- أنت، ولأَنظُرَنَّ إلى أين يبلغُ دمُك.
فذبَحهُ.
فقال رجلٌ: ربَّ كلمةٍ تقولُ لصاحبها: دَعْني.
قال الميداني: يُضرب في النّهيِ عن الإِكثارِ؛ مَخافةَ الإِهْجارِ.
________
(1) قال أَبو بكر الأَنباري: معناها: أَبيتَ أَنْ تَأْتيَ مِن الأَشياءِ ما تستحقُّ اللعنَ عليه.

جَدَحَ جُوَيْنٌ من سَوِيقِ غيرِه. 

جُوَينٌ: اسمُ رجل.
جاء في "المعجم الوسيط": 
جَدَحَ السَّوِيقَ، وغيرَه، في الماء، ونحوِه، جَدْحاً: خَلَطه وحرَّكه وخَوَّضَ فيه بالمِجْدَح.
وفي المثل: "جَدح جُوينٌ من سَوِيقِ غيرِه"، يُضرب لمن يتوسع في مالِ غيرِه ويَجودُ به.
وجَدَح الشرابَ: خوَّض فيه بالمِجْدَح.
المِجْدَح: خَشبةٌ في رأْسِها خَشَبتان مُعتَرِضتان يُساطُ بها الشرابُ، جمعها: مَجاديح.
السَّوِيق: طعامٌ يُتّخذُ من مَدقوقِ الحِنطةِ والشعيرِ، سُمي بذلك لانسياقِه في الحلق. 
قال في " المستقصى": يُضرب للجَشِعِ المسَّاكِ.

رضيتُ من الغَنيمةِ بالإِيابِ. 
يُضربُ مثلاً للرجلِ يَشقى في طلبِ الحاجةِ حتى يرضى بالخلوصِ سالماً. وهو من قولِ امْرىءِ القَيْسِ: 


لقد طَوَّفْتُ في الآفاقِ حتى ... رضيتُ من الغنيمةِ بالإِيابِ


وقيل في بعضِ ليالي صِفِّين: 


الليلُ داجٍ والكِباشُ تَنْتَطِحْ ... نطاحَ أُسْدٍ ما أَراها تَصْطَلِحْ


فـــــــــقائــــــــــمٌ ونائــــــمٌ ومُنْبَطِحْ ... فمَنْ نَجــــا بـــرأَسِـهِ فقد ربــحْ



مَا ضَرَّ تَغْلِبَ وَائِلٍ أَهجوْتَها ... أَم بُلْتَ حيثُ تَناطحَ البَحرانِ 
هذا البيت قاله الفرزدق يهجو جريرا.
قال في "المثل السائر": شبَّهَ هِجاءَ جَريرٍ تَغْلبَ وائلٍ بِبَولِه في مَجمعِ البحرينِ؛ فكما أَنَّ البولَ في مَجمعِ البحرينِ لا يُؤثرُ شيئاً، فكذلك هِجاؤك هؤلاءِ القومَ لا يؤثرُ شيئاً. وهذا البيتُ من الأَبياتِ الذي أقرَّ له الناسُ بالحسنِ. 

جاء في "جمهرة أشعار العرب": قال أَبو عبيدةَ: قيلَ للأخطل: أَنت أَشعرُ أَمِ الفرزدقُ؟ قال: أَنا، غيرَ أَنَّ الفرزدقَ قال أبياتاً ما استطعت أَنْ أُكافِئَه عليها: 

يا ابنَ المَرَاغَةِ إنَّ تَغلِبَ وائلٍ ... رفعـــــوا عِنانـــي فوقَ كلِّ عِنــانِ
ما ضَرّ تَغْلِبَ وائــلٍ أَهَجَوْتَهَا ... أم بُلْتَ حَيثُ تَناطَحَ البَحرانِ
إنّ الأراقِمَ لن يَنـــالَ قديمَهــــا ... كلبٌ عَـــــوَى مُتَهَتِّمُ الأَســـــنانِ
المَرَاغَةُ: بُطَيْنٌ. والأَراقِمُ: حيٌّ من تَغْلِبَ. (قاموس).
الهَتْمُ: كَسرُ الثنايا من أَصلها. يُقال: ضربَهُ فهَتَمَ فاهُ، إذا أَلقى مُقَدَّمَ أَسنانِه. ورجلٌ أهْتَمُ: بَيِّنُ الهَتَمِ. وتَهَتَّمَتْ أسنانه، أي: تكسَّرت. (الصحاح).


قصيدة صالح بن عبد القدوس في النصح

 #كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتابا..  هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر #صالح بن عبدالقدوس احد شعراء الدولة العباسية ..  تمعّنوا بكلماتها ومعا...