الثلاثاء، 4 يوليو 2023

قصة بيت العرجي أضاعوني وأي فتى أضاعوا


أَضاعُوني وَأَيَّ فَتىً أَضاعُوا

لِيَومِ كَريهَةٍ وَسِدادِ ثَغرِ

وَخَلَّوني لِمعتَرَكِ المَنايا

وَقَد شَرَعَت أَسِنَّتُها لِنَحرى

كَأَنّي لَم أَكُن فيهِم وَسِيطاً

وَلا لِي نِسبَةٌ في آل عَمرِو

أُجَرَّرُ في الجَوامِع كُلَّ يَومٍ

أَلا لِلّهِ مَظلَمَتي وَصَبري

عَسى المَلِكُ المُجِيبُ لِمَن دَعاهُ

يُنَجِّيني فَيَعلَمَ كَيفَ شُكري

فَأَجزِىَ بِالكَرامَةِ أَهلَ وُدي

وَأُورِثَ بِالضَغائِنِ أَهلَ وِترى



تجري بعض أبيات الشعر مجرى الحكمة، وأخرى تسطر تجارب شخصية أومعاناة نفسية، وقد كان الشعر ديوان العرب ووزارة إعلامهم، ثم تراجع إلى مرتبةالوصيف وتربعت الرواية وتسيّدتكانت مجالس الخلفاء والخواص وأهل اللغةوالفقه تطرب للشعر، واليوم نحلق في آفاق بيتٍ واحد، ونقف مع مواقف عدةارتبطت بهذا البيت، ونقتطف من فوائدها لطائف عدة.

في العصر الأموي عرفت العرب نوعًا جديدًا من فنون الشعر؛ إنه الغزل أوالنسيب والتشبيب، على اختلافٍ يسير بينها في الدلالة، وكان الغزل أيامالجاهليين، وفي صدر الإسلام وسيلةً وليس غاية، لكن الترف الذي عاشه العربإبان حكم الأمويين دفعهم للاستقلال بالغزل، ونقله من وسيلة كما هو الحال فيوصف الراحلة والبكاء على الأطلال إلى فنٍ قائم بذاتهوكانت العرب تعترفلقريش بالسيادة في كل شؤون الحياة عدا الشعر؛ فلما ظهر عمر بن أبي ربيعةوهو رائد فن الغزل الصريح، شهدت العرب لقريش بالسبق في الشعر.


الغزل انقسم إلى غزل صريح وأطلق عليه الغزل العمري (نسبة إلى عمر بن أبيربيعة)، والغزل العفيف أو العذري (نسبة إلى قبيلة بني عذرة الحميرية، وكانتتقطن وادي القرى الواقع بين الشام والمدينة المنورة)، ولكل نوعٍ منهما مسمياتعدة، وعلى اختلاف النوعين فإن النقاد وأهل الأدب يرون أن عمر بن أبي ربيعةرائد فن الغزل في العالم العربي بلا منازع.

رواد الغزل الصريح عمر بن أبي ربيعة والعرجي في مكة المكرمة، والأحوص فيالمدينة المنورة، والبيت الذي نحن بصدد الحديث عنه اليوم للعرجي، واسمه عبدالله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان، وله قرابة للنبي الكريم من جهة الأم،ولقب بالعرجي نسبة إلى موضع يقال له “عرج الطائف” كما ذكر ابن قتيبةوالحصري والمبرد وابن خلكان، ولم تذكر المصادر تاريخ ولادته ولا مكان الولادة،واختلفوا في وقت وفاته فذكر بعضهم أنه لقي ربه سنة 93هـ، ورجح آخرون أنوفاته كانت سنة 120هـ.

ومناسبة القصيدة التي يشملها البيت تدخل في إطار الغزل الصريح، لكنه غزلتمخض عن سياسةفقد رغب العرجي في منصب سياسي في خلافة هشام بنعبد الملك، وقد تطلعت نفسه لولاية مكة، وكان محمد بن هشام المخزومي خالالخليفة يتلمس نفس المنصب الذي يريده العرجي؛ فأسند الخليفة ولاية مكةلخاله، وهنا بدأ الصدام بين العرجي والمخزومي، ولجأ كلُّ واحدٍ لسلاحه.

ارتكز المخزومي على ابن اخته الخليفة، وتحصّن العرجي بشعره ولسانه؛ فتغزلغزلًا صريحًا في أم المخزومي، وسجنه المخزومي تسع سنوات، وقد ذكر قصةسجنه في مواضع عدة من شعره، والذي يعنينا من ذلك هو قوله:

أضاعوني وأيَّ فتىً أضاعوا ليومِ كريهةٍ وسِدادِ ثغر

وصبرٍ عند معتركِ المنايا وقد شرعتْ أسنتُها بنحري

أجرَّر في الجوامِعِ كلَّ يومٍ فيا لله مظلمتي وصبري

كأني لم أكن فيهم وسيطًا ولم تكُ نسبتي في آل عمرو

مات العرجي في السجن؛ فلما أفضت الخلافة إلى الوليد بن يزيد بن عبد الملك،قبض على محمد بن هشام المخزومي وسجنه وضربه بالسياط -حتى أدماهومات متأثرًا بالضربانتقامًا للعرجي.

والبيت الأول من هذه القصيدة كان ينشده جار للإمام أبي حنيفة، وكان الجارإسكافيًا يعمل نهاره أجمع؛ فإذا جن عليه الليل عاد لبيته ومعه لحم وسمكوخمر؛ فإذا دبَّ فيه السكر أنشد:

أضاعوني وأيَّ فتى أضاعوا ليوم كريهةٍ وسِداد ثغر

ولا يزال يشرب ويردد البيت حتى يغلبه النوم، وكان أبو حنيفة يصلي الليل كلهويسمع جاره ففقده في بعض الليالي وسأل عنه؛ فقيل له: أخذه العسس منذثلاث ليال وهو محبوس؛ فصلى الإمام الفجر وركب بغلته ومشى واستأذن علىالأمير عيسى بن موسى وشفع لجاره حتى أخرجه، وأردفه على بغلته ثم قالالإمام: أترانا أضعناك؟ قال: لا، بل حفظت ورعيت، جزاك الله خيرًا عن صحبةالجوار ورعايته، ولله عليّ أن لا أشرب بعدها خمرًا؛ فتاب من يومه ولم يعد إلى ماكان عليه.

وهذا البيت حكى عنه الأصمعي قصة، وهي أنه مر على كناس يكنس كنيفاوينشد هذا البيت، قال الأصمعي (وكنت حديث السن فأردت العبث به) فناوشتهبقولي: أما سداد الثغر فلا نعلم كيف أنت فيه؟ وأما سداد الكُنُف فمعلوم؛فأعرض عني مليا ثم أقبل عليّ وهو ينشد:

وأُكرِمُ نفسي إنني إن أهنتُها وحقِّكَ لم تُكرَم على أحدٍ بعدي

فقلت: وأيّ كرامةٍ حصلت لها منك وما يكون من الهوان أكثر مما أهنتها بهفقال:لا بل والله من الهوان ما هو أكثر وأعظم مما أنا فيه، قلت: وما هو؟ قال: الحاجةإليك وإلى أمثالكقال الأصمعي: فانصرفتُ وأنا أخزى الناس ذكرت بقولالكناس.

ويحكي صاحب الأغاني أن إسحاق الموصلي غنى بيت العرجي لهارون الرشيد،وسأله الرشيد عن سبب هذا البيت؛ فأخبره خبر العرجي وموته، وتغير وجهالرشيد واغتاظ؛ فما سرى عنه إلا معرفته أن ابن هشامٍ المخزومي قُتِل جزاءفعلته، وقال: يا إسحاقوالله لولا ما حدثتني به من فعل الوليد لما تركت أحدًا منأماثل بني مخزوم إلا قتلته بالعرجي.

وقصة أخرى تجمعنا بهذا البيت، وننقلها من مجلس الخليفة العباسي المأمون،وبطل القصة النضر بن شميل المازنيوالنضر بن شميل من رجالات النحووالأدب والغريب، وهو من أصحاب الخليل بن أحمد الفراهيدي، ضيَّق الدهر عليهحتى خرج من البصرة إلى خراسان، وشيعه في خروجه ثلاثة آلاف رجل ما فيهمإلا محدث أو نحوي أو عروضي أو فقيه أو إخباري أو لغوي.. انظر إلى مكانةالرجل وواسع علمهومع ذلك فقد قلبت له الدنيا ظهر المجن، حتى قال في وداعهؤلاء: “يا أهل البصرةيعز عليّ فراقكم، والله لو وجدتُ كلَّ يومٍ أكلة باقلاء مافارقتكم”.

وفي خراسان استفاد مالًا عظيمًا، ومن ذلك أنه أخذ على حرفٍ واحد ثمانين ألفدرهم، وهذا الحرف هو بيت قصيدنا في هذا الحديثففي بعض الأيام دخلالنضر بن شميل على المأمون؛ فقال المأمون: ما هذا التقشُّف؟ تدخل على أميرالمؤمنين بهذه الخُلقان(أي الملابس المهترئة البالية)، ثم تشعب بهم الحديثفقال المأمون: حدثني هشام عن مجاهد عن الشعبي عن ابن عباس رضي اللهعنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا تزوّج الرجلُ المرأةَ لجمالِهاودينها كانت له سَدادًا من عوز”.

قال النضر: صدق يا أمير المؤمنينوقد حدثنا عوف عن ابن أبي جميلة عنالحسن عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: “إذا تزوج الرجل المرأة لجمالها ودينها كانت له سِدادًا من عوز”، وكانالمأمون متكئًا فاستوى جالسًا وقال: يا نضركيف قلت سدادًا؟ قال: بالكسر، ياأمير المؤمنينلأنها بالفتح لحن (أي خطأ لُغوي)؛ فقال المأمون: أو تلحنني؟ قالالنضر: إنما ألحنُ هشامًا (راوي الحديث الذي ساقه المأمون) وكان لحانةً فتبِعأميرُ المؤمنين لفظهقال المأمون: فما الفرق بينهما؟ قال: السَداد بالفتح القصدفي الدين والسبيل، والسِداد بالكسر البالغة وكل ما سددت به شيئا فهو سِدادةقال المأمون: أوتعرف العرب ذلك؟ قال: نعمهذا العرجي يقول:

أضاعوني وأيَّ فتى أضاعوا ليوم كريهةٍ وسِداد ثغر

قال المأمون: قبّح الله من لا أدب لهثم دار بينهم كلام وكتب المأمون إلى الفضل بنسهل أن يعطي النضر خمسين ألف درهم؛ فسأله الفضل عن سبب تلك الجائزةفأخبره الخبر؛ فقال الفضل: لحنت أمير المؤمنين؟ قال: إنما لحنتُ هشامًا وكانلحانة؛ فتبع أمير المؤمنين لفظه، وقد تُتبع ألفاظ الفقهاء ورواة الآثارفاستحسنالفضل جواب النضر وأعطاه ثلاثين ألف درهم؛ فأفاد النضر بحرفٍ واحدٍ ثمانينألف درهم.

ذاع صيت بيت العرجي حتى ضمنه بعض الشعراء في قصائدهم كاملًا أو شطرًامنه، ومن هؤلاء الحريري القائل:

على أَنِّي سَأُنْشِدُ عِنْدَ بَيْعي   أضَاعُونِي وَأَيَّ فَتىً أضَاعُوا

وأبو بكر بن اللبانة الداني الأندلسي  507هـ):

وأترك جيرة جاروا وأشدو أضَاعُونِي وَأَيَّ فَتىً أضَاعُوا

وفي العصر الحديث عبد اللطيف الصيرفي (1841 – 1904م):

أيا أسفاه من أرجو بَقاهمْ أضَاعُونِي وَأَيَّ فَتىً أضَاعُوا

 

واقتبس البيت كاملًا أبو عمر يوسف بن هارون الكندي الرمادي (305 – 403هـ)في عينيته، وأبو بكر جمال الدين بن نباتة المصري (686 – 768هـ) في عينيتهأيضًا


قصة وقصيدة مسعد

 البحث عن بنات الوطن  والزواج الحلال هو المطلوب للجنسين .. والتعاون والتفاهم بين الأسر هو سيد الموقف خصوصاً بين الأباء .. 

أنا لا أريد من المجتمع أن يضع الحواجز المادية والنفسية وما يسمى بتكافؤ النسب  حجر عثرةً تحول دون أكمال نصف الدين للفتيان والفتيات  … وأنا لست الأول ولست وحدي يتطرق لهذا الموضوع الذي هو   ,   هم الشباب  والشابات اليوم ولكني أدلي بدلوي مع القوم ::: وهذه قصيدة

 آمل أن تفي بما يراد من النصح والأرشاد آمل أن تعجبكم  ….


يالــلي تبــي  طيـب الولد روف بأمه

تــرى المرأة ماهي تحب التجــاريح


والـرجــل يفــدي حَـلّـــته لــو بدمــه

يأ خـــذ ويعطــي والشجاعة  تلاويح


و ياربعــنا لــيه الغلـط  والــمـطـمّـه ؟

مــا شـــوقتكـــم بنت قـــومٍ مفــاليــح


الطيب ما هو بنت(  شوشو ) وعمّه

الطيـــب والــله فــي بنات المصاليح


مــاهـــو غريـــبٍ كــل يــومٍ تقمّــــه 

المال يوخذ وأنت تذهب مــع الريح

 

ولــدك يغـــدي والاجـــانب تلمــــه 

بلاك والله رحت من دون تصريح


أنصحـــك يالـــلي كــل علمٍ تضمّه

بنت السعودي عزّ والعلم توضيح


واللي هواهن مثل راقياً فوق قمه 

والـــلي تركهن يفقد العزّ ويطيح


ما أخبلك !!!!  يا عودٍ كبيرٍ معمّه

ترى زواج البنت يحتاج تصحيح


شـــوف البناخي خلّوا الوجه يمه

ليا صار مثل الناس رجّال ومريح


شعر أخوكم مسعد المطيري

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...