نشر في: 12 أغسطس ,2016: 12:00 ص GST
آخر تحديث: 12 أغسطس ,2016: 06:12 ص GST
بحث عبد المجيد الزهراني
هناك نظرية نقدية رائعة، أعجبتني وتعجبني دائما، وأتفق معها، مضمونا، ألاوهي نظرية "موت المؤلف".
تقول هذه النظرية وببساطة: إن العمل الإبداعي الجيد ليس من الضرورة أنتكون له ملكية فكرية فردية، وإنما هو ملك للمجموع، ملك للقارئ، فليس مهمامن كتب العمل الإبداعي، وإنما المهم هو العمل الإبداعي نفسه، بعيدا عمن يكونمؤلفه أو مالكه الفكري، وبهذا تكون حياة الكلمة وموت مؤلفها.
الكل يعرف بيت الشعر العامي الشهير:
"تكفى ترى تكفى تهز الرجاجيل
لولا صروف الوقت ما قلت تكفى"
فهذا البيت الإنساني الجميل، لا أبالغ إن قلت إنه أشهر بيت شعر عامي علىالإطلاق، فهو يُتداول على ألسنة الناس، صغيرهم وكبيرهم، مثقفهم وعديمالثقافة منهم، محبهم للشعر وغير المهتم، وقد فوجئت جدا، عندما شاهدتمقاطع فيديو لبعض أشقاء الإنسانية، من مصر والهند والبنغال، ممن يعملونفي المملكة، وهم يرددون هذا البيت، على منصة "يوتيوب"، وكأنهم يتواجدونمعه، فهما وإحساسا.
كلهم يرددون البيت، ولا يعرفون من شاعره، كلهم مع المُنتج ولا يعرفون المؤلف،هو بالنسبة لهم غير موجود، وفي حكم الميّت، وتلك نظرية موت المؤلف، فيشكلها البسيط.
شاعر البيت هذا، هو المبدع المعروف محمد الدحيمي، وهو أكثر شاعر مسروقفي محيط الشعر العامي، إذ يتناقل الناس قصائده، ويجيرونها لأنفسهم، مثلماحدث له مع هذا البيت، إذ زعم شعراء كثر أن البيت لهم، كي يلتمسوا قبسا مننار هذا البيت الشهير، حتى ولو بالكذب.
قبل أيام، عاد الشاعر المسروق نفسه، إلى واجهة المشهد عندما سطا على شعرهمجموعة من الشعراء، ونسبوا الأبيات التالية إليهم، وهي موثقة في حسابالدحيمي في "تويتر":
"كانت وكنّا ولا زالت مرابعها
في وسط صدري وعاد الشوق ما تغيّر
ما غير أغنّي إذا مريت شارعها
واقف على بابكم ولهان ومسيّر"
وكذلك أبياته القائلة:
"كريم لكن ماني بحاتم الطيّ
طاغي ولكن حظّي اشدّ واطغا
من لا يقدرني وانا عادني حيّ
مابغا يقدرني إذا مت مابغا "
الدحيمي تجربة شعرية كلاسيكية كبيرة، وهو تميز في أصعب جيل، جيلالرشيدي وصقر والمانع ومهدي، وغيرهم من كتاب القصيدة العمودية، الذينكانوا هم كعكة المشهد بالكامل، ولا سبيل لسواهم أن يتميز أو تُشعّ شمسه،ويظل الدحيمي مثار جدل، في أبياته التي تُسرق من بين يديه، ومن قلبه، دونأن يجد من يحمي ملكيته الفكرية.
قلتها قبل عام: إن الشاعر العامي الوحيد الذي من الممكن أن يكرر عملقة ابنجدلان الشعرية، هو محمد الدحيمي، وأعيدها اليوم، وكل يوم.
* نقلا عن "الوطن السعودية"
……..
علم العفا وعفاك يا وافي الكيل
و أنا أبشّرك في خير وعفا
نكفي بعضنا وانتكافا على الشيل
واللي تعب من الحطّ والشيل يكفا
من ذاق حرّ القايله يعشق الليل
ومن شبّ ضّوه ليلة البرد يدفا
لاعاد ليلٍ ٍ كنت به في حرى سهيل
وخايلت نوضٍٍ يخطف العين خطفا
امسيت من جيل ٍ ولا هوب ذا جيل
واصبحت والاّ ديرتي شبه منفا
كنّا على فال الشحم والمعاميل
ونفوسنا انقى من نقى العدّ واصفا
وانا ولو راحت بقولت : تساهيل
صلف وصروف الوقت تحتاج صلفا
ياترج جدّاني زحول الرجاجيل
يحرم فلا لي عنك ياترج مقفا
إمّا لطمنا العيل والاّ الطم العيل
مادام شبّ النار مندوب الأطفا
خل ابرهه الأشرم على ذمّة الفيل
وانظر لشيٍ مايوصفّه وصفا
ياذيل والله ماتجي راس ياذيل
علمٍ ماهو يغبى ولاهوب يخفا
واللي حما بيته بطيرٍ ابابيل
ماجيتك ادوّر لمن راح واقفا
ولا جيتك اطلب منك بن ٍ ولا هيل
جيتك وجرح الظلم غاديه يشفا
جيتك بكلمة كنّها صعقة الويل
إن قلت تكفى . لا تهاون بتكفى
تكفى تراها كلمةٍ تقطم الحيل
لا بالله الا تنسف الحيل نسفا
تكفى ماهي لمعقبين الفناجيل
تكفى لصلف وعادة القرم صلفا
تكفى ترى تكفى لها هدرة السيل
في صدر حرًّ ينتف الطيب نتفا
تكفى ترى تكفى لها تسرج الخيل
إن كان لك بالخيل سرج ٍ و عسفا
تكفى تبيّن كلّ لاشٍ وحلحيل
تسمع لها بالصدر هبدٍ ورجفا
تكفى وتكفى ماتساق لمهابيل
تكفى تخلي القرم لاشٍ وهطفا
تكفى تجنّبني هل القال والقيل
مانيب من ينكف على كل ملفا
تكفى تراني من قروم ٍ مشاكيل
حمّاية الساقه بسيفٍ وشلفا
تكفى ترى تكفى تهز الرجاجيل
ولولا صروف الوقت ماقلت تكفى