الأحد، 15 يناير 2023

قدوم أبي الطفيل على معاوية بن أبي سفيان

 قدوم أبي الطفيل على معاوية قال: وذكروا أنه لم يكن أحد أحب إلى معاوية أن يلقاهمن أبي الطفيل الكناني، وهو عامر بن واثلة، وكان فارس أهل صفين، وشاعرهم، وكانمن أخص الناس بعلي كرم الله وجهه، فقدم أبو الطفيل الشام يزور ابن أخ له من رجالمعاوية، فأخبر معاوية بقدومه، فأرسل إليه، فأتاه وهو شيخ كبير، فلما دخل عليه، قالله معاوية: أنت أبو الطفيل عامر بن واثلة؟ قال: نعمقال معاوية: أكنت ممن قتلعثمان أمير المؤمنين، قال: لا، ولكن ممن شهده فلم ينصره، قال: ولم؟ قال: لم ينصرهالمهاجرون والأنصار، فقال معاوية: أما والله إن نصرته كانت عليهم وعليك حقا واجبا،وفرضا لازما، فإذ ضيعتموه فقد فعل الله بكم ما أنتم أهله، وأصاركم إلى ما رأيتم، فقالأبو الطفيل: فما منعك يا أمير المؤمنين، إذ تربصت به ريب المنون أن تنصره ومعكأهل الشام؟ قال معاوية: أو ما ترى طلبي لدمه، فضحك أبو الطفيل وقال: بلى، ولكنيوإياك كما قال عبيد بن الأبرص (1):

لا أعرفنك (2) بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادي فدخل مروان بن الحكم،وسعيد بن العاص، و عبد الرحمن بن الحكم، فلما جلسوا نظر إليهم معاوية، ثم قال:أتعرفون هذا الشيخ؟ قالوا: لا، فقال معاوية: هذا خليل علي بن أبي طالبوفارس صفين،وشاعر أهل العراق، هذا أبو الطفيلقال سعيد بن العاص: قد عرفناه يا أمير المؤمنين،فما يمنعك منه؟

وشتمه القوم، فزجرهم معاوية وقال: مهلا، فرب يوم ارتفع عن الأسباب قد ضقتم بهذرعا، ثم قال: أتعرف هؤلاء يا أبا الطفيل؟ قال: ما أنكرهم من سوء، ولا أعرفهم بخير،وأنشد:

فإن تكن العداوة قد أكنت * فشر عداوة المرء السباب فقال معاوية: يا أبا الطفيل، ماأبقى لك الدهر من حب علي؟ قال: حب أم موسى، وأشكو إلى الله التقصير، فضحكمعاوية، قال: ولكن والله هؤلاء الذين حولك لو سئلوا عني ما قالوا هذافقال مروان:أجل، والله لا نقول الباطلقال: ثم جهزه معاوية، وألحقه بالكوفة (3).

قصيدة عبيد بن الأبرص مازوتني زادي


 ١طافَ الخَيالُ عَلَينا لَيلَةَ الوادي*

مِن أمِّ عمرٍو ولَم يُلمِمْ لِميعادِ

٢أَنّى اهتَدَيتَ لِرَكبٍ طالَ سَيرُهُمُ*

في سَبسَبٍ بَينَ دَكداكٍ وَأَعقادِ

٣يُكَلِّفونَ سُراها كُلَّ يَعمَلَةٍ*

مِثلَ المَهاةِ إِذا ما احتَثَّها الحادي

٤أَبلِغ أَبا كَرِبٍ عَنّي وَأُسرَتَهُ*

قَولًا سَيَذهَبُ غَورًا بَعدَ إِنجادِ

٥يا عَمرُو ما راحَ مِن قَومٍ وَلا ابتَكَروا*

إِلّا وَلِلمَوتِ في آثارِهِمْ حادي

٦يا عمرو ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرَبَت*

إِلّا تَقَرَّبُ آجالٌ لِميعادِ

٧هَل نَحنُ إِلّا كَأَرواحٍ تَمُرُّ بِها*

تَحتَ التُرابِ وَأَجسادٍ كَأَجسادِ

٨فَإِن رَأَيتَ بِوادٍ حَيَّةً ذَكَرًا*

فَامضِ وَدَعني أُمارِسْ حَيَّةَ الوادي

٩لَأَعرِفَنَّكَ بَعدَ المَوتِ تَندُبُني*

وَفي حَياتِيَ ما زَوَّدتَني زادي

١٠فإنْ حَييتُ فلا أحسِبْك في بَلَدِي*

وإنْ مَرِضْتُ فلا أحسِبْك عوّادِي

١١إِنَّ أَمامَكَ يَومًا أَنتَ مُدرِكُهُ*

لا حاضِرٌ مُفلِتٌ مِنهُ وَلا بادي

١٢فَانظُر إِلى فيءِ مُلكٍ أَنتَ تارِكُهُ*

هَل تُرسَيَنَّ أَواخيهِ بِأَوتادِ

١٣الخيرُ يَبْقَى وإنْ طالَ الزَّمانُ بِهِ*

والشّرّ أخبثُ ما أوعيتَ مِن زَادِ

١٤إِذهَب إِلَيكَ فَإِنّي مِن بَني أَسَدٍ*

أَهلِ القِبابِ وَأَهلِ الجُردِ وَالنادي

١٥قَد أَترُكُ القِرنَ مُصفَرًّا أَنامِلُهُ*

كَأَنَّ أَثوابَهُ مُجَّت بِفِرصادِ

١٦أَوجَرتُهُ وَنَواصي الخَيلِ شاحِبَةٌ*

سَمراءَ عامِلُها مِن خَلفِهِ بادي

الثلاثاء، 10 يناير 2023

قصيدة أبكي الذيـن أذاقـونـي مـودتـهـم

أَبكي الَّذينَ أَذاقوني مَودَّتَهُم


حَتّى إِذا أَيقَظوني في الهَوى رَقَدوا


وَاِستَنهَضوني فَلَمّا قُمتُ مُنتَصِباً


بِثقِلِ ما حَمَّلوني وُدَّهُم قَعَدوا


لَأَخرُجَنَّ مِنَ الدُنيا وَحُبُّهُمُ


بَينَ الجَوانِحِ لَم يَشعُر بِهِ أَحَد


أَلقَيتُ بَيني وَبَينَ الحُزنِ مَعرِفَةً


لا تَنقَضي أَبَداً أَو يَنقَضي الأَبَدِ


 العباس بن الاحنف

قصيدة ابو الأسود الدولي حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه

حَسَدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَعيهُ

 فَالقَومُ أَعداءٌ لَهُ وَخُصومُ

 كَضَرائِرِ الحَسناءِ قُلنَ لِوَجهِها

 حَسداً وَبَغياً إِنَّهُ لَدَميمُ 

 وَالوَجهُ يُشرُقُ في الظَلامِ كَأَنَّهُ

 بَدرٌ مُنيرٌ وَالنِساءُ نُجومُ

 وَتَرى اللَبيبَ مُحسَّداً لَم يَجتَرِم

 شَتمَ الرِجالِ وَعَرضُهُ مَشتومُ 

 وَكَذاكَ مَن عَظُمَت عَليهِ نِعمَةٌ

 حُسّادُه سَيفٌ عَليهِ صَرومُ

 فاِترُك مُحاوَرةَ السَفيهِ فَإِنَّها

 نَدمٌ وَغِبٌّ بَعدَ ذاكَ وَخيمُ 

 وَإِذا جَريتَ مَع السَفيهِ كَما جَرى

 فَكِلاكُما في جَريهِ مَذمومُ

 وَإِذا عتِبتَ عَلى السَفيه وَلُمتَهُ

 في مِثلِ ما تأَتي فَأَنتَ ظَلومُ

 لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ

 عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ

 ابدأ بِنَفسِكَ وَانَها عَن غِيِّها

 فَإِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ

 فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَظتَ وَيُقتَدى

 بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعليمُ

 وَيلُ الخَلِيِّ مِنَ الشَجِيِّ فَإِنَّهُ

نَصِبُ الفُؤادِ بِشَجوِهِ مَغمومُ

 وَتَرى الخَليَّ قَريرَ عَينٍ لاهياً

وَعَلى الشَجيِّ كَآبَةٌ وَهُمومُ

وَتَقولُ مالَك لا تَقول مَقالَتي

وَلِسانُ ذا طَلق وَذا مَكظومُ

لا تَكلَمَن عِرضَ ابنِ عَمِّكَ ظالِماً

فَإِذا فَعَلتَ فَعِرضُكَ المَكلومُ

وَحَريمُهُ أَيضاً حَريمُكَ فاحمِهِ

كي لا يُباعُ لَدَيكَ مِنهُ حَريمُ

 وَإِذا اِقتَصَصتَ مِن ابنِ عَمِّكَ كَلمَةً

فَكُلومُهُ لَكَ إِن عَقِلتَ كُلومُ

وَإِذا طَلَبتَ إِلى كَريمٍ حاجَةً

فَلِقاؤُهُ يَكفيكَ وَالتَسليمُ

فَإِذا رَآكَ مُسَلِّماً ذَكَرَ الَّذي

كَلَّمتَهُ فَكأَنَّهُ مَلزومُ

وَرأى عَواقِبَ حَمدِ ذاكَ وَذَمِّهُ

 لِلمَرءِ تَبقى وَالعِظامُ رَميمُ

 فارجُ الكَريمَ وَإِن رَأَيتَ جَفاَءهُ

 فالعَتبُ مِنهُ والكِرامِ كَريمُ

 إِن كُنتَ مُضطَرّاً وَإِلاّ فاِتَّخِذ

 نَفَقاً كَأَنَّكَ خائِفٌ مَهزومُ

 وَاِترُكهُ واحذَر أَن تَمُرَّ بِبابِهِ

 دَهراً وَعِرضُكَ إِن فَعَلتَ سَليمُ

 فَالناسُ قَد صاروا بَهائِمَ كُلُّهُم

 وَمِنَ البَهائِمَ قائِدٌ وَزَعيمُ

 ُميٌ وَبُكمٌ لَيسَ يُرجى نَفعُهُم

 وَزَعيمُعُم في النائِباتِ مُليمُ

 وَإِذا طَلَبتَ إِلى لَئيمٍ حاجَةً

 فَأَلِحَّ في رِفقٍ وَأَنتَ مُديمُ

 وَاِسكُن قِبالَةَ بَيتِهِ وَفِنائِهِ

 بِأَشَدِّ ما لَزِمَ الغَريمَ غَريمُ

 وَعَجِبتُ للدُنيا وَرَغبَةِ أَهلِها

 وَالرِزقُ فيما بَينَهُم مَقسومُ

 وَالأَحمَقُ المَرزوقُ أَعجَبُ مَن أَرى

 مِن أَهلِها وَالعاقِلُ المَحرومُ

 ثُمَّ اِنقَضى عَجَبي لِعلميَ أَنَّهُ

 رِزقٌ مُوافٍ وَقتُهُ مَعلومُ


أبو الأسود. الدؤلي

الاثنين، 9 يناير 2023

قصة. فقل. للشامتين

 روى المؤرخون إن الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء تمثل بهذه الأبيات:

فـإن نَـهـزمْ فـهـــــزّامـونَ قُـدْمـاً   ***   وإن نُـهـزَمْ فـغـيـــــــر مـهـزَّمـيـنـا

ومـا إن طـبّـــــــنا جـبـنٌ ولـكـن   ***   مـنـايــــــــــــــانـا ودولـة آخـريـنـا

فـقـلْ لـلـشــامـتـيـنَ بـنـا أفـيـقـوا   ***   سـيـلـقـى الـشـامـتـون كـمـا لـقـيـنـا

إذا مـا الـمـوتُ رفّـع عـن أنـاسٍ   ***   بـكـلـكـلـهِ أنــــــــــــــاخَ بـآخـريـنـا

وقد تمثل بهذه الأبيات كثير من العظماء والثوار على مرّ العصور, فلا يكاد يخلو كتاب يتحدث عن تاريخنا الإسلامي والأحداث التي مرّت به من هذه الأبيات. فَلِمن هذه الابيات ؟

لقد وردت هذه الأبيات مع اختلاف كبير في عددها وروايتها ونسبتها في أمهات كتب الأدب والتاريخ وقد عدّها المؤلفون على أنها من عيون الشعر العربي. ولكن هذه الكتب لم تتفق كلها على شاعر واحد لها، فقد نسبها كل من ابن الاثير (1) وابن هشام (2) وابن عبد ربه الاندلسي (3) ومحمد بن سعد (4) وابن حجر العسقلاني (5) وابن جزم الأندلسي (6) والسيد ابن طاووس (7) وابن أبي حاتم الرازي (8) والسيد البطليوسي (9) والسيد عبد الرزاق المقرم (10) إلى فروة بن مسيك بن الحارث المرادي وهو صحابي مخضرم مع ذكر قصة هذه الأبيات مفصّلة في بعض هذه الكتب.

ومجمل قصة هذه الأبيات هي: (إنها قيلت في واقعة (الرزم) وهي واقعة جرت بين مراد وهمدان وقد ظفرت فيها همدان فأكثروا القتلى في مراد وكان رئيس همدان الأجدع بن مالك والد مسروق الصحابي)، وهذه القصة ــ التي ذكرناها باختصار ــ تبيّن مغزى الأبيات، فقد جاءت مطابقة تماماً لمضمونها. أما الذين نسبوا الأبيات إلى غير فروة فإنهم لم يذكروا أي شيء عنها وفِيمَ قِيلت سوى نسبتها إلى اسم شاعر بعينه مع إن مضمونها يدل على أنها لم تقل إلا في أمر عظيم.

فقد نسبها السيد المرتضى إلى ذي الإصبع العدواني (11) كما نسبها البحتري إلى مالك بن عمر الأسدي (12) ونسبها أبو تمام (13) وابن قتيبة الدينوري إلى الفرزدق (14)، بينما نرى أن الفرزدق ينسبها إلى خاله العلاء بن قرظة (15). أما في الحماسة البصرية فقد اشترك مع فروة شاعر آخر في نسبة الأبيات إليه هو عمرو بن قعّاس (16)، في حين إن الخوارزمي لم ينسب الأبيات إلى أحد عندما ذكرها (17)، وكذلك الحال مع ابن عساكر (18)، وابن أبي الحديد (19).

إن تمثل الإمام الحسين (عليه السلام) بهذه الأبيات في يوم عاشوراء يدل على أهميتها التاريخية فضلاً عن جودتها وجزالتها ومضمونها الذي يؤكد على إنها قِيلت في واقعة أو معركة تشابه في بعض مجرياتها معركة الطف، كما إن اختلاف المؤرخين في نسبة هذه الأبيات بين ستة شعراء يدل أيضاً على وقعها العظيم في نفوس الشعراء وإن قائلها قد شهد أحداثاً تناسب مضمونها، لذلك فإن صحة نسبتها إلى ذي الإصبع العدواني ضعيفة جداً لأنه كان يُعد من حكماء العرب وقد توزّع شعره بين الحكمة والوعظ، ثم إنه لم يذكر التاريخ له واقعة تتلاءم وجو هذه الأبيات فتسند صحتها إليه، وكذلك الحال مع مالك بن عمرو الأسدي والفرزدق الذي نفى بنفسه نسبة الأبيات إليه حينما نسبها إلى خاله العلاء بن قرظة، وإن انفراد أبي الفرج الأصفهاني بنسبة الأبيات على قول الفرزدق يجعل احتمال نسبتها ضعيف جداً، ولا يُعرف من أي مصدر استقى صاحب الحماسة البصرية عندما أشرك مع فروة شاعر اخر هو عمرو بن قعّاس وهذا الشاعر هو أقرب إلى شعراء الواحدة. وأكبر الظن إن الخوارزمي وابن عساكر وابن أبي الحديد أعرضوا عن نسبتها لكثرة الاختلاف فيها.

بقيَ شاعر واحد أجمعت أهم كتب الأدب والتاريخ المتقدّمة على أنها له وهو فروة بن مسيك المرادي والذي كانت نسبة الأبيات هي الراجحة حيث كانت مطابقة تماماً لوقائع حادثة (الرزم) التي ذكرها المؤرخون. فقد ذكر ابن الاثير: إن رسول الله كان قد واسى فروة على تلك الواقعة بعد إسلامه والتي أثرت كثيراً فيه وهو يرى كثرة القتلى في قومه فقال له (صلى الله عليه وآله): يا فروة هل ساءك ما أصاب قومك يوم الرزم ؟ فقال له: يا رسول الله من ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومي ولم يسؤه ذلك ؟ فقال له رسول الله (ص): إن ذلك لا يزيد قومك في الإسلام إلا خيرا...

إذن فنسبة هذه الأبيات إلى فروة هي الصحيحة لاتفاق أكثر المؤرّخين المتقدمين عليها، ولمطابقة مضمونها مع حادثة الرزم، ولعدم ذكر أي شيء عنها من الذين نسبوها إلى غير فروة، وكان فروة قد أسلم عام الفتح ووفد على النبي (ص) مسلماً وكان يحضر مجلس رسول الله ويتعلّم القرآن وفرائض الإسلام، فاستعمله (ص) على مراد ومذحج وزبيد وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص فكان على الصدقات وكان معه في بلاده إلى أن توفي رسول الله (ص)، فاستعمله عمر بن الخطاب على صدقات مذحج فيما بعد ثم انتقل إلى الكوفة وسكن فيها، وقد كان جميع ما ورد من هذه الأبيات مع اختلاف عددها وتفاوت روايتها عشرة أبيات فكانت صورة رائعة من روائع الشعر العربي آثرنا ذكرها كلها لما تمتع به من جودة وجزالة:

فـأن نَـهـزِمْ فـهـــــــــــزَّامـونَ قُـدمـاً   ***   وإن نُـهـزم فـغــــــيـرُ مـهـزَّمـيـنـا

ومـا إن طـبّــــــــــــنـا جـبـنٌ ولـكـن   ***   مـنـايــــــــــــــانـا ودولـة آخـريـنـا

فـقـلْ لـلـشـامـتـــــــيـن بـنـا: أفـيـقـوا   ***   سـيـلـقـى الـشـامـتـون كـمـا لـقـيـنـا

إذا مـا الـمـــــــوتُ رفّـعَ عـن أنـاسٍ   ***   بـكـلـكـلـهِ أنـاخَ بــــــــــــــآخـريـنـا

كـذاكَ الــــــــدهـرُ دولــــتـه سِـجـالٌ   ***   تـكـرُّ صـــــــروفـه حـيـنـاً وحـيـنـا

فـبـيـــــــنـا مـا يـسـرُّ بــه ويـرضـى   ***   ولـو لـبـسـت غــــضـارتـه سـنـيـنـا

إذا انـقـلـبـت بـه كـــــــــــرّات دهـرٍ   ***   فـألـفـى لـلألـــى غـبـطـوا طـعـيـنـا

ومـن يـغـبـط بـريـبِ الـدهـرِ مـنـهـم   ***   يـجـد ريـبَ الـزمـــــانِ لـه خـؤونـا

فـلـو خـلـدَ الـمـلـوكُ إذاً خــــــــلـدنـا   ***   ولـو بـقـيَ الـكـــــــــرامُ اذاً بـقـيـنـا

فـافـنـى ذلــــــــكـم سَـرَواتِ قـومـي   ***   كـمـا أفـنـى الـقـــــــرونَ الأولـيـنـا

مـحـمـد طـاهـر الـصـفـار

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...