الاثنين، 16 أكتوبر 2017

أبيات في. الحكمة

فيالحكمة


الحكمة فن من فنون الشعر العربي ظهر مبعثرا في قصائد العصر الجاهلي ثمنما حتى أصبح فنا مستقلا تنظم فيه القصائد الطوال .

وقد زخر الشعر العربي بالحكم المستمدة من واقع الحياة العربية بالإضافة لمااستمده الشعراء العرب من الكتب المترجمة الغنية بالأمثال وبالآداب، فاقتبسوامنها ونظموا على منوالها .

وفي موضوع اليوم ، اخترنا لكم باقة من أجمل أبيات الشعر الفصيح فيالحكمة ، لأناس وعت عقولهم وقلوبهم عمق الكلام ، وعلمتهم تجارب الأيام .

أجمل أبيات الشعر الفصيح في الحكمة ( 1 )


قال مهيار الدليمي


إن كان عندك يا زمانُ بقيّةٌ


ممّا يضامُ بها الكرام فهاتِها


.

خَفّان: مأسَدَة معروفة، وكذلك خَفِيَّة وحَلْية، وقال:

فَتًى هو أحْيى من فَتَاةٍ حَيِيَّةٍ ... وأشْجَعُ من لَيْثٍ بخَفَّانَ خَادِرِ


ليلى الأخيلية

لِتَبْكِ العذارى مِن خَفاجَةَ نِسوةٌ

بماءِ شُؤونِ العَبْرةِ المُتَحدِّرِ

كأنَّ فتى الفتيانِ تَوبَةَ لَمْ يُنِخْ

قلائصَ يَفْحَصْنَ الحَصى بالكراكرِ

فإنْ تكُنِ القَتْلى بَواءً فإنَّكُمْ

فتىً ما قَتلُتمْ آلَ عوفِ بنِ عامرِ

فتىً كان أحيا من فتاةٍ حييةٍ

وأجرأَ من ليثٍ بخَفّانَ خادِرِ



قال جرير

 

قُل لِلجَبانِ إِذا تَأَخَّرَ سَرجُهُ
هَل أَنتَ مِن شَرَكِ المَنِيَّةِ  ناجي


صالح عبد القدوس


لَيسَ مَن ماتَ فَاِستَراحَ بِميت






إِنَّما المَيت ميت الاِحياء

إِنَّما الميت من يَعيشُ كَئيباً









كاسِفاًهبالَه قَليل الرَجاءِ










شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما

عَينايَ حَتّى تَأذَنا بِذِهابِ

لَم تَبلُغِ المِعشارَ مِن حَقَّيهِما

فَقدُ الشَبابِ وَفُرقَةُ الأَحبابِ 


علي بن أبي طالب


قال ابن رشيق القيرواني عن ملوك الطوائف


مِمَّا يُزَهِّدُني في أَرْضِ أَنْدَلُسٍ

‏أسماءُ مُقْتَدِرٍ فيها وَمُعْتَضِدِ


‏أَلْقابُ مَمْلَكَةٍ في غَيْرِ مَوْضِعِها

‏كالْهِر يَحْكي انْتِفاخاً صَوْلَةَ الأَسَدِ


قال. ابن شرف 

رد على ابن رشيق

وَإِن تَرمِكَ الغُربَةُ في مَعشَرٍ

قَد جُبِلَ الطَبعُ عَلى بُغضِهِم

فَدارِهِم ما دُمتَ في دارِهِم



وَأَرضِهِم ما دُمتَ في أَرضِهِم



قال أحمد شوقي في التأني وعدم العجلة :

ولو تأنى نال ما تمنى  *  وعاش طول عمره مُهنّا

وفي نفس الموضوع قال الشاعر القروي :

إذا رُمتَ أمرا فلا تعجلن  *  وإلا ندمت على فعله

فما عثرت المرء قتالة  *  إذا كان يمشي على مهله

قال القطامي :

قد يدرك المتأني بعض حاجته  *  وقد يكون مع المستعجل الزلل

قال أحمد الوراق في التسامح والإحسان :

إني شكرت لظالمي ظلمى  *  وغفرت ذاك له على علمي

ورأيته أسدى إلي يدا  *  لما أبان بجهله حلمي

رجعت إسائته عليه وإحسا  *  ني فعاد مضاعف الجُرم

وغدوت ذا أجر ومحمدة  *  وغدا بكسب الظلم والإثم

فكأنما الإحسان كان له  *  وأنا المسيء إليه في الحكم

ما زال يظلمني وأرحمه  *  حتى بكيت له من الظلم

قال أبو العتاهية :

كم من سفيه غاظني سفها  *  فشفيت نفسي منه بالحلم

وكفيت نفسي ظلم عاديتي  *  ومنحت صفو مودتي سلمي

ولقد رزقتُ لظالمي غلظا  *  ورحمته إذا لج في ظلمي

قال دعبل الخزاعي :

تأنّ ولا تعجل بلومك صاحبا  *  لعل له عذرا وأنت تلوم


أجمل أبيات الشعر الفصيح في الحكمة ( 2 )

 

قال أبو الفتح البستي :

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم  *  فطالما استعبد الإنسان إحسان

قال حفني ناصف :

ولربما كَدَحَ الحَكيمُ لفِكرة  *  وسِواهُ أدركها بأول نظرة

قال أحمد الكيواني :

كم حكمة عند الغَبِي كأنها  *  رَيْحانة في راحةِ المزكومِ

بسمَتْ محاسنُها لوجه كالح  *  ما أضيعَ المرآةَ عند البومِ

قال الزهاوي :

إِن الحكيمَ إِذا ما فتنة نجمتْ  *  هو الذي بحبالِ الصبرِ يمتسك

لا يرأسُ الناس في عصر نعيش به  *  إِلا الذي لقلوبِ الناسِ يمتلِك

قال الشافعي :

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى  *  وفارق ولكن بالتي هي أحسن

وقال أيضا :

لا يدركُ الحِكْمةَ من عْمرُه  *  يكدحُ في مصلحةِ الأهل

ولا يَنَالُ العلمَ إِلا فتى  *  خال من الأفكارِ والشغل

لو أن لقمانَ الحكيمَ الذي  *  سارَتْ به الركبانُ بالفضل

بُلي بفقرٍ وعيالٍ لما  *  فرَّقَ بين التَّبْنِ والبقَل

قال ابن المعتز في الصبر على كيد الحسود :

اصبر على كيد الحسود  *  فإن صبرك قاتله

كالنار تأكل بعضها  *  إن لم تجد ما تأكله

قال بشار بن برد في الخيانة والنفاق :

أنت في معشر إن غبت عنهم  *  بدلوا كل ما يزينك شينا

وإذا ما رأوك قالوا جميعا  *  أنت من أكرم البرايا علينا

أجمل أبيات الشعر الفصيح في الحكمة ( 3 )

 

قال عنترة بن شداد :

وكل قريب لي بعيد مودة  *  وكل صديق بين أضلعه حقد

قال المتنبي في الأصدقاء :

شر البلاد مكان لا صديق به  *  وشر ما يُكسب الإنسان ما يصم

قال ناصيف اليازجي :

أعدى العداة صديق في الرخاء فإن  * طلبته في أوان الضيق لم تجد

قال صالح بن عبد القدوس في الجد والاجتهاد :

والناس في طلب المعاش وإنما  *  بالجد يُرزق منهم من يُرزق

وقال أبو تمام :

بَصُرتَ بالراحة الكبرى فلم ترها  *  تُنال إلا على جسر من التعب

قال أحمد شوقي :

بقدر الكد تُكتسب المعالي  * ومن طلب العلى سهر الليالي

قال الإمام علي – رضي الله عنه – :

يُمَثِّلُ ذو الحزمِ في نفسه  *  مَصَائِبَهُ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلا

فإن نزلت بغتة لم ترعه  *  لِمَا كانَ في نِفْسِهِ مَثَّلا

رَأَى الأَمْرَ يُفْضِي إلى آخر   *  فَصَيَّرَ آخِرَهُ أَوّلاَ

وَذُو الجَهْلِ يأْمَنُ أَيَّامَهُ  *   وَيَنْسى مَصَارِعَ مَنْ قَدْ خَلا

فإن بدهته صروف الزمان  *  بِبَعْضِ مَصَائِبِهِ أَعْوَلا

ولو قدّم الحزم في نفسه  *  لعلّمه الصبر عند البلا

أجمل أبيات الشعر الفصيح في الحكمة ( 4 )

 

قال لبيد بن ربيعة في بيته الخالد :

ألا كل شيء ما خلا الله باطل  *  وكل نعيم ، لا محالة زائل

قال أبو البقاء الرندي :

لكل شيء إذا ما تم نقصان  *  فلا يُغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول  *  من سره زمن ساءته أزمان

وهذه الدار لا تبقي على أحد  *  ولا يدوم على حال لها شان

قال البوصيري في قصيدة البردة المشهورة :

والنفس كالطفل إن تهمله شب على  *  حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

فاصرف هواها وحاذر أن توليه  *  إن الهوى ما تولى يصم أو يصم

واخش الدسائس من جوع ومن شبع   *  فرب مخمصة شر من التخم

وخالف النفس والشيطان واعصهما  *  وإن هما محضاك النصح فاتهم

ونختم بأبيات ابن دريد في نعمة العقل :

و أفضل قسم الله للمرءِ عقلهُ   *

  فَلَيْسَ مِنَ الخَيْرَاتِ شَيْءٌ يُقَارِبُهْ

يزين الفتى في الناس صحة عقله   *

  وإِنْ كَانَ مَحْظُورا عَلَيْهِ مَكَاسِبُهْ

يعيش الفتى بالعقل في كل بلدة  *

  على العقل يجري علمهُ وتجاربه

ويُزرى به في الناس قلة عقله * 

 وإن كرُمت أعراقه ومناسبه

الخميس، 12 أكتوبر 2017

الضعيف والمستضعف




الفرق بين الضعيف والمستضعف


الضعيف في بنيته وفي رزقه وفي جاهه يقال له ضعيف  وهذا قدر الله ليس لديه أمكانية ماليه ولا بنيوية فهو دايم الألم والسقم والهم. .
أما المستضعف فهو إنسان كان قوي البنية واسع الرزق عزيز الجاه ، فسلط الله عليه من يسلب ماله ويخذله ويهينه ويدمر حياته ، فهذا يقال عليه مُستضعف .  ولكن الجميع عند الله هو أعلم بحالهم والجميع أمام الله ضعوف.
نسأل الله العلي العظيم أن يرفع قدر المسلمين ويعزهم وينصرهم على من عاداهم . كما نسأله أن يصلح أحوالنا ويرعانا برعايته ويرحم ضعفنا ويعفو عنا

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017

قصيدة ابن سيار وقصته. ألقا خالد بن. عون

ثلاثة من عظماء العرب
من قصص  قادة بني امية  وابو مسلم الخرساني 
المنصور بن أبي عامر. والحجاج بن يوسف الهذلي


خالد بن عون
 
 https://youtu.be/h2uhsuVOzGk

نصر بن سيار وقصيدته التي تشرح طبيعة الفرس وكرههم الابدي للعرب

يقول ابن خلدون: "اذا رأيت الدول تنقص من اطرفها, وحكامها يكنزون الاموال فدق ناقوس الخطر", وهذا ما حصل تماما مع الدولة الاموية, حيث ان المقدمات بدأت من خراسان, ومنها تطاير الشرر مع تكوين تنظيم سري عرف فيما بعد باسم تنظيم "المسودة" بسبب اتخاذهم رايات سوداً شعاراً لهم, وكان هذا التنظيم دقيقا ومحكما, فأخذ هذا التنظيم يتوسع ويستقطب الكثير تحت دعوى اقامة الحكم لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم, وقد استغل هذا التنظيم الاضطرابات في اقليم خراسان والصراع بين القبائل العربية هناك, بالاضافة الى ضعف الدولة المركزية في دمشق
سارع مروان بن محمد الخليفة الاموي بإرسال وال جديد لخراسان هو الداهية الكبير "نصر بن سيار" صاحب الهمة العالية والنظرة البعيدة,



كان نصر بن سيار آخر ولاة الأمويين على خراسان في أواخر العقد الثاني وأوائل العقد الأول من القرن الثاني للهجرة، وكان والياً محنكاً حازماً. فاستشعر بوادر الانفجار ونذر الخطر وكتب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق في تلك الأيام، يعلمه في أبيات من نظمه ما شاع بخراسان من الاضطراب في العامين الماضيين، ويحذره من خطورة الوضع، ويصارحه أنه إذا استمر في التدهور ولم يعالج معالجة حازمة، فأنه سيؤدي لا محالة إلى عاقبة وخيمة وكارثة عظيمة.
(الطبري 9: 1973، ومروج الذهب 3: 257)
ويقول:

ابلغ يزيد وخير القول أصدقه
وقد تبينت ألا خير في الكذب
إن خراسان أرض قد رأيت بها
بيضا لو أفرخ قد حُدّثت بالعجب
فراخ عامين إلا أنها كبرت
لمّا يطرن وقد سربلن بالزغب
فإن يطرن ولم يُحتل لهن بها
يلهبن نيران حرب أيّما لهب
فلم يمده بأحد لأنه كان مشغولا بمجالدة الخوارج في العراق فاستغاث بآخر خلفاء بني أمية في الشام مروان بن محمد. وأعلمه حال أبي مسلم، وخروجه، وكثرة من معه، ومن تبعه. وأخبره بغوائل الفتنة القائمة ودواهي الكارثة القادمة، إن لم ينجده بمدد من عنده (الدينوري ص 357. والعقد الفريد 4: 478. ومروج الذهب 3: 255). و(الطبري 9: 1973. والأغاني طبعة دار الكتب 7: 56. وابن الأثير 5: 365). فكتب ينذره ويحذره شعراً:
أرى خلل الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تُذكى
وإن الحرب مبدئها كلام
فإن لم يطفئها عقلاء قوم
يكون وقودها جثث وهام
فقلت متعجبا يا ليت شعري
اايقاض امية ام نيام
فإن يقظت فذاك بقاءُ مُلكٍ
وإن رقدت فاني لا أُلام
فإن يك أصبحوا وثووا نياماً
فقل قوموا فقد حان القيام
ففرّي عن رحالك ثم قولي
على الإسلام والعرب السلام

ولكن مروان لم ينجده، لأنه كان مشغولاً في الشام بالاقتتال بين القيسية واليمانية. وعندما قطع الأمل وفقد الرجاء أخذ يبث همومه وشجونه إلى العرب في المدينة، محاولاً أن يستثمر نخوتهم الدينية وعزتهم القومية وناشدهم أن يكفوا عن الاقتتال فيما بينهم وأن يجتمعوا على كلمة سواء، توحد سواعدهم وقلوبهم للوقوف بوجه أبي مسلم وخطره الذي أصبح يهدد وجودهم ومصيرهم (الدينوري ص 361. والعقد الفريد 4: 479. وابن الأثير 5: 367)

فكتب يقول شعراً:


أبلغ ربيعة في مرو وإخوتها
أن يغضبوا قبل أن لا ينفع الغضبُ
ما بالكم تلقمون الحرب بينكم
كأن أهل الحجا عن فعلكم غُيُبُ
وتتركون عدواً قد أظلكم
فيمن تأشبَ لا دين ولا حسبُ
ليسوا إلى عرب منا فنعرفهم
ولا صميم الموالي إن هُمُ نُسبوا
قوم يدينون ديناً ما سمعت به
عن الرسول ولا جاءت به الكتبُ
مَمَنْ يكن سائلي عن أصل دينهم
فإن دينهم أن تُقتلَ العربُ

لعمري، ما أشبه اليوم القريب بالأمس البعيد. والشيء بالشيء يذكر. حتى لكأن نصر بن سيار قد كتب في القرن الثاني للهجرة رسالة مفتوحة إلى أبناء الأمة العربية في هذا الزمن الرديء والوضع السيئ من أوائل القرن الواحد والعشرين بعد الميلاد. وأطلقها سهما مضيئاً يخترق ظلمات المجهول وحجب الغيب ويطوي فيافي الزمن وأستار التاريخ، ويدوي في آذاننا وعقولنا وضمائرنا كما يدوي جرس الإنذار ونداء الخطر.
وها هو نصر بن سيار يعود إلى قومه من جديد ويخاطبهم مرة أخرى مستنهضاً الهمم والعزائم ومستثيراً قيم العزة القومية وتقاليد النخوة العربية والإسلامية. فلا نامت أعين الظالمين ولا شُلّت سواعد المظلومين ولا ارتفعت بيارق الظلم.


منقول

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...