الجمعة، 31 مايو 2024

مجمع اللغة العربية

 http://almajma3.blogspot.com/2015/11/


الحمار في الثقافة العربية
     لم يزل الحمار مَئِنَّة النقائص والصفات المذمومة في نظر العربي فمنذ عُرف العرب إلى اليوم لم يحظ الحمار عندهم بلحظة واحدة يكون فيها مقدرًا أو محترمًا، فهو مضرب المثل في الذلة والضعة والسخرة، فمما شاع وانتشر قول المتلمس الضبعي(1):
إِنَّ الْهَوَانَ حِمَارُ القومِ يَعْرِفُهُ
وبعد بيتين يقول :
وَلا يُقِيمُ عَلَى خَسْفٍ يُسامُ بِهِ
هَذَا عَلَى الْخَسْفِ مَربُوطٌ بِرُمَّتِهِ

وَالْحُرُّ يُنْكِرُهُ وَالرَّسْلَةُ الأُجُدُ

إِلا الأَذَلانِ عَيرُ الأَهلِ وَالْوَتَدُ
وَذَا يُشَجُّ فَما يَرْثِي لَهُ أَحَدُ

قصيدة المتلمس الضبعي. أن الهوان حمار القوم يعرفه

إِنَّ الهَوانَ حِمارُ القَومِ يَعرِفُهُ

والحُرُّ يُنكِرُهُ والرَّسلَةُ الأُجُدُ

كونوا كَبَكرٍ كَما قَد كانَ أَوَّلُكُم

وَلا تَكونوا كَعَبدِ القَيسِ إِذ قَعَدوا

يُعطونَ ما سُئِلوا وَالخَطُّ مَنزِلُهُم

كَما أَكَبَّ عَلى ذِي بَطنِهِ الفَهَدُ

وَلَن يُقيمَ عَلى خَسفٍ يُسامُ بِهِ

إِلاّ الأَذَلاّنِ عَيرُ الأَهلِ وَالوَتِدُ

هَذا عَلى الخَسفِ مَربوطٌ بِرُمَّتهِ

وَذا يُشَجُّ فما يَرثي لَهُ أَحَدُ

فَإِن أَقَمتُم عَلى ضَيمٍ يُرادُ بِكُم

فَإِنَّ رَحلي لَكُم وَالٍ وَمُعتَمَدُ

كونوا كَسامَةَ إِذا شَعفٌ مَنازِلُهُ

إِذ قِيلَ جَيشٌ وَجَيشٌ حافِظٌ رَصَدُ

شَدَّ المَطيَّةَ بِالأَنساعِ فَاِنحَرَفَت

عُرضَ التَنوفَةِ حَتّى مَسَّها النَجَدُ

وَفي البِلادِ إِذا ما خِفتَ نائِرَةً

مَشهورَةً عَن وُلاةِ السَوءِ مُبتَعَدُ

المتلمس الضبعي

قصيدة ابن الفارض ٠ أَوَمِــيــضُ

 

   أَوَمِــيــضُ بَــرْقٍ بِــالْأُبَــيْــرِقِ لَاحَـا
أَمْ فِــي رُبَـى نَـجْـدٍ أَرَى مِـصْـبَـاحَـا
أَمْ تِـلْـكَ لَـيْـلَـى الْـعَـامِـرِيَّـةُ أَسْفَرَتْ
 
لَـيْـلًا فَـصَـيَّـرَتِ الْـمَـسَـاءَ صَـبَـاحَـا
يَـا رَاكِـبَ الْـوَجْـنَـاءِ وُقِّـيـتَ الـرَّدَى
 
إِنْ جُـبْـتَ حَـزْنًـا أَوْ طَـوَيْتَ بِطَاحَا
وَسَـلَـكْـتَ نَـعْـمَـانَ الْأَرَاكِ فَـعُجْ إِلَى
 
وَادٍ هُـــنَـــاكَ عَـــهِــدْتُــهُ فَــيَّــاحَــا
فَــبِأَيْـمَـنِ الْـعَـلَـمَـيْـنِ مِـنْ شَـرْقِـيِّـهِ
 
عَــــرِّجْ وَأُمَّ أَرِيـــنَـــهُ الْـــفَـــوَّاحَـــا
وَإِذَا وَصَــلْـتَ إِلَـى ثَـنِـيَّـاتِ الـلِّـوَى
 
فَـانْـشُـدْ فُـؤَادًا بِـالْأُبَـيْـطِـحِ طَـاحَـا
وَاقْــرِ الـسَّـلَامَ أُهَـيْـلَـهُ عَـنِّـي وَقُـلْ
 
غَــادَرْتُــهُ لِــجَــنَــابِــكُــمْ مُـلْـتَـاحَـا
يَـا سَـاكِـنِـي نَـجْـدٍ أَمَـا مِـنْ رَحْـمَـةٍ
 
لِأَسِـــيــرِ إِلْــفٍ لَا يُــرِيــدُ سَــرَاحَــا
هَــلَّا بَــعَــثْــتُـمْ لِـلْـمَـشُـوقِ تَـحِـيَّـةً
 
فِـي طَـيِّ صَـافِـيَـةِ الـرِّيَـاحِ رَوَاحَـا
يَـحْـيَا بِهَا مَنْ كَانَ يَحْسَبُ هَجْرَكُمْ
 
مَــزْحًــا وَيَـعْـتَـقِـدُ الْـمُـزَاحَ مُـزَاحَـا
يَـا عَـاذِلَ الْـمُـشْـتَـاقِ جَـهْـلًا بِـالَّذِي
 
يَــلْــقَــى مَـلِـيًّـا لَا بَـلَـغْـتَ نَـجَـاحَـا
أَتْـعَبْتَ نَفْسَكَ فِي نَصِيحَةِ مَنْ يَرَى
 
أَنْ لَا يَـــرَى الْإِقْــبَــالَ وَالْإِفْــلَاحَــا
أَقْـصِـرْ عَدِمْتُكَ وَاطَّرِحْ مَنْ أَثْخَنَتْ
 
أَحْـشَـاءَهُ الـنُّـجْـلُ الْـعُـيُـونُ جِرَاحَا
كُـنْتَ الصَّدِيقَ قُبَيْلَ نُصْحِكَ مُغْرَمًا
 
أَرَأَيْــتَ صَــبًّــا يَأْلَــفُ الــنُّــصَّــاحَـا
إِنْ رُمْــتَ إِصْــلَاحِـي فَإِنِّـي لَـمْ أُرِدْ
 
لِـفَـسَـادِ قَـلْـبِـي فِـي الْهَوَى إِصْلَاحَا
مَــاذَا يُـرِيـدُ الْـعَـاذِلُـونَ بِـعَـذْلِ مَـنْ
 
لَـبِـسَ الْـخَـلَاعَـةَ وَاسْـتَـرَاحَ وَرَاحَا
يَـا أَهْـلَ وِدِّي هَـلْ لِـرَاجِـي وَصْلِكُمْ
 
طَــمَــعٌ فَـيَـنْـعَـمَ بَـالُـهُ اسْـتِـرْوَاحَـا
مُــذْ غِــبْــتُـمُ عَـنْ نَـاظِـرِي لِـيَ أَنَّـةٌ
 
مَـلَأَتْ نَـوَاحِـي أَرْضِ مِـصْـرَ نُـوَاحَا
وَإِذَا ذَكَـــرْتُـــكُــمُ أَمِــيــلُ كَأَنَّــنِــي
 
مِـنْ طِـيـبِ ذِكْـرِكُـمُ سُـقِيتُ الرَّاحَا
وَإِذَا دُعِـيـتُ إِلَـى تَـنَـاسِـي عَـهْدِكُمْ
 
أَلْـفَـيْـتُ أَحْـشَـائِـي بِـذَاكَ شِـحَـاحَا
سَــقْــيًــا لِأَيَّـامٍ مَـضَـتْ مَـعَ جِـيـرَةٍ
 
كَــانَــتْ لَــيَــالِــيــنَــا بِـهِـمْ أَفْـرَاحَـا
حَيْثُ الْحِمَى وَطَنِي وَسُكَّانُ الْغَضَا
 
سَـكَـنِـي وَوِرْدِي الْـمَـاءَ فِـيـهِ مُبَاحَا
وَأُهَــيْــلُــهُ أَرَبِــي وَظِــلُّ نَــخِـيـلِـهِ
 
طَــرَبِــي وَرَمْــلَــةُ وَادِيَـيْـهِ مَـرَاحَـا
وَاهًــا عَــلَـى ذَاكَ الـزَّمَـانِ وَطِـيـبِـهِ
 
أَيَّــامَ كُــنْـتُ مِـنَ الـلُّـغُـوبِ مُـرَاحَـا
قَـسَـمًـا بِـمَـكَّةَ وَالْمَقَامِ وَمَنْ أَتَى الْـ
 
ـبَــيْــتَ الْــحَــرَامَ مُـلَـبِّـيًـا سَـيَّـاحَـا
مَـا رَنَّـحَـتْ رِيـحُ الصَّبَا شِيحَ الرُّبَى
 
إِلَّا وَأَهْــــدَتْ مِــــنْـــكُـــمُ أَرْوَاحَـــا

الأربعاء، 29 مايو 2024

قصيدة عمر بن أبي ربيعة ليت هنداً أنجزتنا ما تعد

 لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِد

وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد

وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً

إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد

زَعَموها سَأَلَت جاراتِها

وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِد

أَكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني

عَمرَكُنَّ اللَهَ أَم لا يَقتَصِد

فَتَضاحَكنَ وَقَد قُلنَ لَها

حَسَنٌ في كُلِّ عَينٍ مَن تَوَد

حَسَدٌ حُمِّلنَهُ مِن أَجلِها

وَقَديماً كانَ في الناسِ الحَسَد

غادَةٌ تَفتَرُّ عَن أَشنَبِها

حينَ تَجلوهُ أَقاحٍ أَو بَرَد

وَلَها عَينانِ في طَرفَيهِما

حَوَرٌ مِنها وَفي الجيدِ غَيَد

طَفلَةٌ بارِدَةُ القَيظِ إِذا

مَعمَعانُ الصَيفِ أَضحى يَتَّقِد

سُخنَةُ المَشتى لِحافٌ لِلفَتى

تَحتَ لَيلٍ حينَ يَغشاهُ الصَرَد

وَلَقَد أَذكُرُ إِذ قُلتَ لَها

وَدُموعي فَوقَ خَدّي تَطَّرِد

قُلتُ مَن أَنتِ فَقالَت أَنا مَن

شَفَّهُ الوَجدُ وَأَبلاهُ الكَمَد

نَحنُ أَهلُ الخَيفِ مِن أَهلِ مِنىً

ما لِمَقتولٍ قَتَلناهُ قَوَد

قُلتُ أَهلاً أَنتُمُ بُغيَتُنا

فَتَسَمَّينَ فَقالَت أَنا هِند

إِنَّما خُبِّلَ قَلبي فَاِجتَوى

صَعدَةً في سابِرِيٍّ تَطَّرِد

إِنَّما أَهلُكِ جيرانٌ لَنا

إِنَّما نَحنُ وَهُم شَيءٌ أَحَد

حَدَّثوني أَنَّها لي نَفَثَت

عُقَداً يا حَبَّذا تِلكَ العُقَد

كُلَّما قُلتُ مَتى ميعادُنا

ضَحِكَت هِندٌ وَقالَت بَعدَ غَد

تمنى عمر في هذه القصيدة لو انجزت هند ما وعدته اياه وهو اللقاء الذي طال، كي تشفي الم الحرمان، وهذا الامر يدل على انها شخصية مستبدة ولا تفي بالوعود، لكن حتى المستبد كما يصف الشاعر يستبد مرة واحدة او مرتين ثم يتوقف، لكن هند لا تتوقف عن ذلك، والاستبداد التي اتصفت به هند كان من شدة جمالها، واعتدادها بنفسها، فكانت تجلس بين اقربائها تستحم متباهية بجمالها، وتتساءل هل ما يقوله عمر عن وصف جمالها صحيح، لكن يأتيها الرد بطريقة خبيثة من نسوة لا يقللن شيء عن حنكتها بأن الجمال شيء نسبي والجميل يكون جميلًا بعين المحب، لكن ردهم هذا كان بداعي الحسد.

ثم يصف الشاعر جمال هند، وهي امرأة جميلة، لينة الملمس، لذيذة المذاق، بيضاء الاسنان، اما عينيها ففي طرفيهما شدة بياض وسواد، والعنق ناعم، وفي الصيف تنبعث برودة من جسمها، وفي الشتاء تكون دافئة لمحبوبها، كي لا يشعر بالبرد

قصص من الخيال الغول و العنقاء

  الغول والعنقاء والخل الوفي 3 دقائق للقراءة قالت العرب قديماً إن المستحيلات ثلاث هي: الغول والعنقاء والخل الوفي.. نظرة متشائمة في حضارة احت...