الحكمة فن من فنون الشعر العربي ظهر مبعثرا في قصائد العصر الجاهلي ثمنما حتى أصبح فنا مستقلا تنظم فيه القصائد الطوال .
وقد زخر الشعر العربي بالحكم المستمدة من واقع الحياة العربية بالإضافة لمااستمده الشعراء العرب من الكتب المترجمة الغنية بالأمثال وبالآداب، فاقتبسوامنها ونظموا على منوالها .
وفي موضوع اليوم ، اخترنا لكم باقة من أجمل أبيات الشعر الفصيح فيالحكمة ، لأناس وعت عقولهم وقلوبهم عمق الكلام ، وعلمتهم تجارب الأيام .
أجمل أبيات الشعر الفصيح في الحكمة ( 1 )
قال مهيار الدليمي
إن كان عندك يا زمانُ بقيّةٌ
ممّا يضامُ بها الكرام فهاتِها
.
خَفّان: مأسَدَة معروفة، وكذلك خَفِيَّة وحَلْية، وقال:
فَتًى هو أحْيى من فَتَاةٍ حَيِيَّةٍ ... وأشْجَعُ من لَيْثٍ بخَفَّانَ خَادِرِ
ليلى الأخيلية
لِتَبْكِ العذارى مِن خَفاجَةَ نِسوةٌ
بماءِ شُؤونِ العَبْرةِ المُتَحدِّرِ
كأنَّ فتى الفتيانِ تَوبَةَ لَمْ يُنِخْ
قلائصَ يَفْحَصْنَ الحَصى بالكراكرِ
فإنْ تكُنِ القَتْلى بَواءً فإنَّكُمْ
فتىً ما قَتلُتمْ آلَ عوفِ بنِ عامرِ
فتىً كان أحيا من فتاةٍ حييةٍ
وأجرأَ من ليثٍ بخَفّانَ خادِرِ
قال جرير
| ||
|
صالح عبد القدوس
لَيسَ مَن ماتَ فَاِستَراحَ بِميت
إِنَّما المَيت ميت الاِحياء
إِنَّما الميت من يَعيشُ كَئيباً
كاسِفاًهبالَه قَليل الرَجاءِ
شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما
عَينايَ حَتّى تَأذَنا بِذِهابِ
لَم تَبلُغِ المِعشارَ مِن حَقَّيهِما
فَقدُ الشَبابِ وَفُرقَةُ الأَحبابِ
علي بن أبي طالب
قال ابن رشيق القيرواني عن ملوك الطوائف
مِمَّا يُزَهِّدُني في أَرْضِ أَنْدَلُسٍ
أسماءُ مُقْتَدِرٍ فيها وَمُعْتَضِدِ
أَلْقابُ مَمْلَكَةٍ في غَيْرِ مَوْضِعِها
كالْهِر يَحْكي انْتِفاخاً صَوْلَةَ الأَسَدِ
قال. ابن شرف
رد على ابن رشيق
| ||
| ||
| ||
|
قال أحمد شوقي في التأني وعدم العجلة :
ولو تأنى نال ما تمنى * وعاش طول عمره مُهنّا
وفي نفس الموضوع قال الشاعر القروي :
إذا رُمتَ أمرا فلا تعجلن * وإلا ندمت على فعله
فما عثرت المرء قتالة * إذا كان يمشي على مهله
قال القطامي :
قد يدرك المتأني بعض حاجته * وقد يكون مع المستعجل الزلل
قال أحمد الوراق في التسامح والإحسان :
إني شكرت لظالمي ظلمى * وغفرت ذاك له على علمي
ورأيته أسدى إلي يدا * لما أبان بجهله حلمي
رجعت إسائته عليه وإحسا * ني فعاد مضاعف الجُرم
وغدوت ذا أجر ومحمدة * وغدا بكسب الظلم والإثم
فكأنما الإحسان كان له * وأنا المسيء إليه في الحكم
ما زال يظلمني وأرحمه * حتى بكيت له من الظلم
قال أبو العتاهية :
كم من سفيه غاظني سفها * فشفيت نفسي منه بالحلم
وكفيت نفسي ظلم عاديتي * ومنحت صفو مودتي سلمي
ولقد رزقتُ لظالمي غلظا * ورحمته إذا لج في ظلمي
قال دعبل الخزاعي :
تأنّ ولا تعجل بلومك صاحبا * لعل له عذرا وأنت تلوم
أجمل أبيات الشعر الفصيح في الحكمة ( 2 )
قال أبو الفتح البستي :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * فطالما استعبد الإنسان إحسان
قال حفني ناصف :
ولربما كَدَحَ الحَكيمُ لفِكرة * وسِواهُ أدركها بأول نظرة
قال أحمد الكيواني :
كم حكمة عند الغَبِي كأنها * رَيْحانة في راحةِ المزكومِ
بسمَتْ محاسنُها لوجه كالح * ما أضيعَ المرآةَ عند البومِ
قال الزهاوي :
إِن الحكيمَ إِذا ما فتنة نجمتْ * هو الذي بحبالِ الصبرِ يمتسك
لا يرأسُ الناس في عصر نعيش به * إِلا الذي لقلوبِ الناسِ يمتلِك
قال الشافعي :
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى * وفارق ولكن بالتي هي أحسن
وقال أيضا :
لا يدركُ الحِكْمةَ من عْمرُه * يكدحُ في مصلحةِ الأهل
ولا يَنَالُ العلمَ إِلا فتى * خال من الأفكارِ والشغل
لو أن لقمانَ الحكيمَ الذي * سارَتْ به الركبانُ بالفضل
بُلي بفقرٍ وعيالٍ لما * فرَّقَ بين التَّبْنِ والبقَل
قال ابن المعتز في الصبر على كيد الحسود :
اصبر على كيد الحسود * فإن صبرك قاتله
كالنار تأكل بعضها * إن لم تجد ما تأكله
قال بشار بن برد في الخيانة والنفاق :
أنت في معشر إن غبت عنهم * بدلوا كل ما يزينك شينا
وإذا ما رأوك قالوا جميعا * أنت من أكرم البرايا علينا
أجمل أبيات الشعر الفصيح في الحكمة ( 3 )
قال عنترة بن شداد :
وكل قريب لي بعيد مودة * وكل صديق بين أضلعه حقد
قال المتنبي في الأصدقاء :
شر البلاد مكان لا صديق به * وشر ما يُكسب الإنسان ما يصم
قال ناصيف اليازجي :
أعدى العداة صديق في الرخاء فإن * طلبته في أوان الضيق لم تجد
قال صالح بن عبد القدوس في الجد والاجتهاد :
والناس في طلب المعاش وإنما * بالجد يُرزق منهم من يُرزق
وقال أبو تمام :
بَصُرتَ بالراحة الكبرى فلم ترها * تُنال إلا على جسر من التعب
قال أحمد شوقي :
بقدر الكد تُكتسب المعالي * ومن طلب العلى سهر الليالي
قال الإمام علي – رضي الله عنه – :
يُمَثِّلُ ذو الحزمِ في نفسه * مَصَائِبَهُ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلا
فإن نزلت بغتة لم ترعه * لِمَا كانَ في نِفْسِهِ مَثَّلا
رَأَى الأَمْرَ يُفْضِي إلى آخر * فَصَيَّرَ آخِرَهُ أَوّلاَ
وَذُو الجَهْلِ يأْمَنُ أَيَّامَهُ * وَيَنْسى مَصَارِعَ مَنْ قَدْ خَلا
فإن بدهته صروف الزمان * بِبَعْضِ مَصَائِبِهِ أَعْوَلا
ولو قدّم الحزم في نفسه * لعلّمه الصبر عند البلا
أجمل أبيات الشعر الفصيح في الحكمة ( 4 )
قال لبيد بن ربيعة في بيته الخالد :
ألا كل شيء ما خلا الله باطل * وكل نعيم ، لا محالة زائل
قال أبو البقاء الرندي :
لكل شيء إذا ما تم نقصان * فلا يُغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول * من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد * ولا يدوم على حال لها شان
قال البوصيري في قصيدة البردة المشهورة :
والنفس كالطفل إن تهمله شب على * حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه * إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
واخش الدسائس من جوع ومن شبع * فرب مخمصة شر من التخم
وخالف النفس والشيطان واعصهما * وإن هما محضاك النصح فاتهم
ونختم بأبيات ابن دريد في نعمة العقل :
و أفضل قسم الله للمرءِ عقلهُ *
فَلَيْسَ مِنَ الخَيْرَاتِ شَيْءٌ يُقَارِبُهْ
يزين الفتى في الناس صحة عقله *
وإِنْ كَانَ مَحْظُورا عَلَيْهِ مَكَاسِبُهْ
يعيش الفتى بالعقل في كل بلدة *
على العقل يجري علمهُ وتجاربه
ويُزرى به في الناس قلة عقله *
وإن كرُمت أعراقه ومناسبه